14 سبتمبر 2025

تسجيل

فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

29 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39 ). ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) أي استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها ووفق لها أي استقبلته بلغته وهي قوله تعالى " ربنا ظلمنا أنفسنا " الآية وقيل : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال : يا رب ألم تخلقني بيدك , قال بلى , قال يارب ألم تنفخ في من روحك , قال بلى , قال يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك , قال بلى , قال ألم تسكني جنتك , قال بلى , قال يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة , قال نعم . والفاء للدلالة على أن التوبة حصلت عقيب الأمر بالهبوط قبل تحقق المأمور به والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليه عليه السلام للتشريف والإيذان بعليته لإلقاء الكلمات المدلول عليه بتلقيها , ( فتاب عليه ) أى رجع عليه بالرحمة وقبول التوبة والفاء للدلالة على ترتبه على تلقي الكلمات المتضمن لمعنى التوبة التي هي عبارة عن الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على عدم العود إليه , واكتفى بشأن ذكر آدم عليه السلام لما أن حواء تبع له في الحكم ولذلك طوى ذكر النساء في أكثر من مواقع الكتاب والسنة. (إنه هو التواب) أي الرجاع على عباده بالمغفرة أو الذي يكثر إعانتهم على التوبة وأصل التوب الرجوع فإذا وصف به العبد كان رجوعًا عن المعصية وإذا وصف بها البارى عز وعلا أريد به الرجوع عن العقاب إلى المغفرة. (الرحيم) المبالغ في الرحمة وفي الجمع بين الوصفين وعد بليغ للتائب بالإحسان مع العفو والغفران والجملة تعليل لقوله تعالى فتاب عليه. (قلنا اهبطوا منها جميعًا) كرر الأمر بالهبوط إيذانا بتحتم مقتضاه وتحققه لا محالة ودفعًا لما عسى يقع في أمنيته عليه السلام من استتباع قبول التوبة للعفو عن ذلك وإظهارًا لنوع رأفة به عليه السلام لما بين الأمرين من الفرق النير كيف لا والأول مشوب بضرب سخط مذيل ببيان أن مهبطهم دار بلية وتعاد لا يخلدون فيها , والثاني مقرون بوعد إيتاء الهدى المؤدي إلى النجاة والنجاح , وأما ما فيه من وعيد العقاب فليس بمقصود من التكليف قصدا أوليا بل غنما هو دائر على سوء اختيار لمكلفين , قيل وفيه تنبيه على أن الحازم يكفيه في الردع عن مخالفة حكم الله تعالى مخافة الإهباط المقترن بأحد هذين الأمرين فكيف بالمقترن بهما فتأمل , وقيل الأول من الجنة إلى السماء الدنيا , والثاني منها إلى الأرض , ويأباه التعرض لاستقرارهم في الأرض في الأول ورجوع الضمير إلى الجنة في الثاني .( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) والمعنى أن من تبع هداى منكم فلا خوف عليهم في الدارين من لحوق مكروه ولا هم يحزنون من فوات مطلوب أي لا يعتريهم ما يوجب ذلك أي لا يعتريهم نفس الخوف والحزن أصلا بل يستمرون على السرور والنشاط كيف لا واستشعار الخوف والخشية استعظاما لجلال الله سبحانه وهيبته واستقصارا للجد والسعى في إقامة حقوق العبودية من خصائص الخواص والمقربين .( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) أي والذين كفروا برسلنا المرسلة إليهم وكذبوا بآياتنا المنزلة عليهم , وقيل المعنى كفروا بالله وكذبوا بآياته التي أنزلها على الأنبياء عليهم السلام أو أظهرها بأيديهم من المعجزات , وقيل كفروا بالآيات جنانا وكذبوا بها لسانا . ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ( أولئك ) إشارة إلى الموصوف باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الكفر والتكذيب , وفيه إشعار بتميزهم بذلك الوصف تميزا مصححا للإشارة الحسية وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم فيه , ( أصحاب النار ) أي ملازموها وملابسوها بحيث لا يفارقونها ( هم فيها خالدون ) والخلود في الأصل المكث الطويل ؛ أى في النار .