11 سبتمبر 2025

تسجيل

حمى الله مصر من الفتنة

29 يونيو 2013

ما تزال قلوب العرب متوجهة إلى مصر المحروسة، منذ أن أعلن عن مظاهرات حاشدة؛ أولاها لتأكيد التأييد الشعبي للرئيس محمد مرسي وشرعيته، المستندة إلى شرعية الثورة، وثانيتها اعتصامات كبيرة من مختلف فئات الشعب للتعبير عن الخلاف مع الرئاسة، وما تقوم به، والمطالبة برحيل الرئيس مرسي، وإجراء تعديلات دستورية. وارتفعت أكف الملايين من العرب إلى الله ليحمي مصر من الفتن، التي قد تخترق جموع المؤيدين أو المعتصمين، الذين ما خرجوا إلا لمصلحة مصرية يرون أنها الأفضل للبلد، وتدعو الله ألا يندس المندسون في جموع المحتشدين لاستغلال الوضع، وتنفيذ مآرب الفتن التي لا تحمد عقباها.. فقد شهدت ساحات المحافظات المصرية تظاهرات حاشدة مؤيدة، ومظاهرات معارضة للرئيس المصري، حيث تجمع معارضوه في ميدان التحرير بالقاهرة، فيما تجمع المؤيدون في ميدان رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة.. إلا أن الأخبار الأولية عن هذه "البروفات الأولية لـ 30 يونيو" المستمرة منذ عدة أيام، لا تبشر بالخير بل تحمل في طياتها أنباء عن قتلى ومصابين من الطرفين، وبأعداد كبيرة، إضافة إلى وجود مندسين وانتهازيين بين صفوف الطرفين، الامر الذي يزيد القلق والهواجس على مصر، من أن تتدهور الأوضاع إلى أكثر من ذلك، خصوصا أن "البروفة" أمس جعلت الأزهر الشريف يحذر من "حرب أهلية" في مصر، ويدعو للهدوء، وهي دعوة منسجمة مع ما تحمله الجماهير العربية من مشاعر الرجاء بأن تمر هذه العاصفة دون إراقة المزيد من الدماء، خصوصا أن الأنباء تحمل إلينا أخباراً عن مندسين من جنسيات غير مصرية بين صفوف المتظاهرين.. إن الاشتباكات التي شهدتها بروفات 30 يونيو في العديد من المدن، قبل يومين من المظاهرات الموعودة في 30 يونيو، تدعو الجميع إلى توخي الحذر والانتباه والحيطة، ممن لا يريد لمصر الخير ويسعون إلى تخريبها، وانتهاز فرصة التظاهرات لركوب موجتها وتحقيق مآرب أخرى. وإذا كان من حق الشعب التعبير عن إرادته ومطالبه بكل مشروعية وحرية، إنها دعوة مخلصة لأهلنا في مصر، لتحكيم العقل ومصلحة الوطن ومستقبله، وتجنب كل ما من شأنه إراقة الدم، مع التزام التعبير عن الرأي بطرق سلمية شفافة، وبإرادة الحكماء، وليس المقاتلين.