14 سبتمبر 2025

تسجيل

حاجة أم مظاهر؟

29 مايو 2023

لحياتنا مستلزمات منها حاجات ضرورية ولها الاولوية الأهم وتتدرج من الاهم إلى الأقل أهمية إلى أن نصل لمستلزمات كمالية، ولو تأملنا تفاصيل حياتنا لوجدنا أن الاغلبية منّا يوفرون المستلزمات الضرورية والمهمة ويهتمون أكثر بالكماليات، ولو عددنا ميزانية احتياجاتنا الضرورية للعيش لوجدنا أنها لا تتعدى ربع ما ننفقه نظراً لأننا نستنزف ميزانيتنا على الكماليات. فالنساء مثلاً لا يكتفون بلون واحد من حقيبة يد لإحدى الماركات الشهيرة بل نجد أننا نمتلك من ذات الماركة وربما الموديل أكثر من لون فهذا البند كله يُدرج ضمن الكماليات، معظم الشباب لا يكتفي بسيارة من طراز معين فنجد على الاقل لديه سيارتان وهذا من الكماليات، السفر المتكرر أيضاً يعتبر نوعا من الكماليات التي تجدد طاقتنا ولكننا لن نفقد حياتنا ان لم نسافر أسوة بالمأكل والشراب والمأوى وتلقي العلم وتوفر العلاج والذي هو من أهم أساسيات الحياة. من الكماليات التي باتت منتشرة العاملات في المنزل وربما عاملة واحدة تكون ضرورة ولكن مؤخراً اصبحت العاملة الواحدة غير كافية، بل بعض النساء تشترط توفر عاملة وممرضة مع كل طفل يولد، فتخيل لو أن العائلة كانت تضم أربعة أطفال في أعمار متقاربة هذا يعني وجود أربع عاملات متفرغات للاطفال ناهيك عن عاملات للضيافة والتنظيف والمطبخ والسائقين نظراً لأن سائقا واحدا لا يستطيع ان يلبي احتياجات الأطفال ومدارسهم وغيره فلك أن تتخيل الميزانية المصروفة على العمال في منزل واحد فقط! سابقاً ربت الامهات أطفالهن الستة أو ربما العشرة دون عاملة واحدة وكانت هي من ينظف المنزل ويهتم بشؤون المنزل وكانت تؤدي الواجبات الاجتماعية المهمة، أتفق أن متطلبات الحياة تغيرت وأن ظروف المرأة خاصة العاملة صعبة وبذلك هي تحتاج إلى من يساعدها في تدبير أمور المنزل والبقاء مع الاطفال ولكن مبالغة البعض هي غير المقبولة فأن يكون لكل طفل ممرضة وعاملة امر مبالغ به ويرهق الميزانية بل ويسبب عبئا على الدولة لأن هذه العمالة بحاجة إلى إقامة تتطلب العلاج وغيره ويزيد من عدد السكان المؤدي إلى خلل في التركيبة السكانية!. ومن ناحية اخرى ارتفعت بشكل ملحوظ أسعار مكاتب الاستقدام، وكان الناس يشتكون من الاسعار قبل سنة من الآن وما زالت الاسعار نار رغم تدخل وزارة العمل في تقنين الأسعار لكن ما زالت تكلفة التأشيرة والاستقدام المشروط عن طريق مكتب الاستقدام يرهق العائلة فتعدت بعض التكاليف مبلغ العشرين ألف ريال للعاملة الفلبينية بالرغم من أنه يمكن استقدامها مباشرة بربع هذا السعر مما يعني أن مكاتب الاستخدام تستغل المستهلك وترهقه مادياً ولأنه مضطر فيدفع!. أعتقد أن تقنين الاحتياجات أمر ضروري من العائلة ومحاولة تَدّبر أمر المنزل بأقل عدد من العاملات مع اهتمام ربة المنزل بأمور بيتها وتربية أبنائها عوضاً عن اعتمادها على العاملات والممرضات (الموضة الجديدة) ففي النهاية هي تترك أطفالها مع أغراب لا تعرف خلفيتهم الأخلاقية والتربوية والنفسية مما قد ينعكس سلباً على الابناء دون أن تَشعر! كما أن أحد الأمور الهامة هي تقليص الكماليات التي تأسرنا، هدايا الواجبات الاجتماعية المبالغ فيها، ومبالغات الضيافة المرافقة للعزائم والتجمعات النسائية!. الحياة متغيرة وتتعقد مع التطور، وربما نحن في خير الآن ولكن علينا حساب الايام الصعبة التي قد تمر علينا، وأن نتأمل حياة من هم أقل منا وكيفية تدبر أمورهم بأقل ما يمكن لتوفير الاحتياجات الاساسية!.