15 سبتمبر 2025
تسجيلألهمتني فكرة الفيلم الأمريكي "آخر الليل" والذي تدور قصته حول مذيعة من اصول بريطانية كان برنامجها من أهم البرامج الليلية الجماهيرية الساخرة في الولايات المتحدة لسنوات طويلة، ولكنه وقع في فخ الروتين وبدأ المشاهد يمل من مواضيعه المتكررة خاصة مع طفرة برامج التواصل الاجتماعي، وبينت احداث الفيلم تَسّلط المذيعة وتعجرفها على فريق عملها لدرجة أنها لا تعرف اسماء المنتجين والكتّاب الذين تردد عباراتهم في برنامجها، كما لم يضم فريق البرنامج امرأة كاتبة وكانت تعتمد على الرجال ووجهات نظرهم، ولم تَجرِ أي تغييرات في محتواها لسنوات عديدة وهذا ما أسقطها في الملل، فتقرر إدارة القناة تغييرها بأحد الشباب وتدخل في صراع بين حب المحافظة على الظهور ومواصلة تقديم البرنامج وبين ضغط مطالبات الجمهور في شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما تويتر، فتقرر ضم العنصر النسائي في الفريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحاول الكاتبة المبتدئة بأفكارها الجديدة أن تُحدث التغيير في نسق البرنامج وطريقة الكتابة الجامدة والتقليدية إلاّ أنها تواجه حرباً من الكتّاب الذكور بل ومن المذيعة نفسها التي لم تتقبل التغيير الذي يناسب الجمهور وتَطّور المجتمع واهتماماته المُتغيرة، وتحاول الكاتبة بكل الطرق إجراء هذه التغييرات إلى أن تفصلها المذيعة المتعجرفة عن العمل والتي بعد أن أصبح استبدالها وشيكاً من إدارة القناة، وواجهت إشاعات كثيرة أطاحت بشعبيتها وشوهت سمعتها، تعود للبحث عنها وتستعين بكتاباتها من جديد وتنعش البرنامج بأفكارها المتجددة والحديثة وعباراتها الساخرة المتناسبة والذوق العام السائد فيعود البرنامج لقوته وتستقر المذيعة من جديد في برنامجها الذي بدأت أخباره تتصدر تويتر والهاش تاغ، وتنتشر مقاطعه بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي ويحقق النجاح المنشود بل وتتغير طريقة المذيعة في التعامل مع فريقها، وتُطبق سياسة الفريق المتعاون! التغيير ليس بالامر الهيّن خاصة عند البعض ممن يعتقدون دائماً بأنهم على صواب ولا يتقبلون الآراء الأخرى، ولا يعملون ضمن فريق، بل يتعاملون مع الموظفين من ابراجهم العاجية ويعتقدون بأنهم يعملون في شركاتهم الخاصة، ولا يترددون في قمع أي آراء مخالفة لارائهم وربما يدخلون في عداء لا متنهاي فقط لاختلاف وجهات النظر التي يجب ان لا تفسد للود قضية! الإدارة الناجحة لأي مشروع مهما اختلف نوع نشاطه يجب احتواء فريق العمل فيه أولاً، والسماع لآرائهم، ومعالجة التحديات معهم ووضع النواقص على الطاولة ومعالجتها، فالرأي الأوحد لا يكون على صواب دائما، وفي الشريعة الإسلامية وكل القوانين المدنية تُشّجع على الشورى في الامر والعمل ضمن الفريق الذي من أهم اساسياته المشاورة وتبادل الاراء والاخذ برأي الاغلبية، والتنازل عن التمسك بالرأي في حالة عدم ملاءمته للجو العام ولا لتوجهات الفريق، لن تفشل إدارة باتباعها هذا المبدأ ودون ذلك فتدخل الإدارة دائرة الغرور والتعجرف المؤدية للفشل لا محالة! •فلنقبل التغيير عندما يكون في صالحنا ولنكن مستعدين للتغير في انفسنا قبل أن نعمم التغيير على غيرنا! •العمل الجماعي ضمن فرق يتيح الفرصة لتبادل الآراء وربما رأي من أحد الموظفين المبتدئين يُحدث تغييراً كبيراً يعود بالنجاح على المشاريع، فاستمعوا لهم! [email protected] @amalabdulmalik