22 سبتمبر 2025

تسجيل

طاولة الحوار

29 مايو 2019

في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات خطيرة ومستجدات تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، تأتي المحادثات التي جرت في الدوحة أمس بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والسيد عباس حسين عراقجي مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي يقوم بجولة خليجية، لتأكيد استعداد بلاده للدخول في حوار بين دول الخليج وإيران فيما يخص استقرار وأمن المنطقة. إن الأزمات الحالية التي تشهدها المنطقة من فلسطين إلى سوريا واليمن وليبيا، فضلا عن الأزمة الخليجية والتوتر المتصاعد فيما يتعلق بالملف الإيراني، كلها باتت في حاجة إلى وقفة وحوار شامل بين كل الأطراف من أجل حلول جذرية تحفظ الأمن الإقليمي وتعيد الاستقرار إلى المنطقة. لقد ظل موقف دولة قطر ثابتا فيما يتعلق بضرورة تسوية المنازعات بالطرق السلمية، بل وسبق أن دعت إلى إبرام ميثاق دولي بشأن تسوية المنازعات بين الدول بالطرق السلمية، وهو موقف مبدئي، إذ يمثل حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أولوية في السياسة الخارجية لدولة قطر والتي تستند في مبادئها وأهدافها إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد الشرعية الدولية الداعية إلى التعاون البناء بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار وتعزيز التعايـش السلمي واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات. وربما تشكل التصريحات الأخيرة الصادرة من واشنطن وطهران، والتي أكدت فيها الولايات المتحدة أنها مستعدة للحوار مع إيران، إذا رغبت القيادة الإيرانية بذلك، بادرة أمل في خفض التصعيد والاتجاه نحو الحوار الذي يجنب المنطقة التي تعاني أزمات وكوارث عديدة، حربا أخرى. إن الطريق الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وإنهاء معاناة الملايين من الناس، هو الانفتاح نحو الحوار لحل الخلافات والعمل من أجل تسويتها بالطرق السلمية والالتزام بأحكام القانون الدولي واحترام مبادئ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب.