18 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر نموذج للتراحم

29 مايو 2015

جاء توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بتبرع دولة قطر بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي لحكومة إندونيسيا لتغطية تكاليف استضافتها اللاجئين الروهينغا، ترسيخاً لمبدأ التراحم الإنساني العام واتساقاً مع مبادئ الدولة الداعمة للمتضررين والمظلومين والمضطهدين.ولم تفتأ دولة قطر وقيادتها الحكيمة بهذه المواقف الداعمة للتراحم الإنساني ومناصرة الشعوب المضطهدة، في كل يوم وفي كل أزمة، تذكر العالم من حولنا بواجبهم تجاه الإنسان أياً كان، وتجاه العمران البشري، وتحطيم أغلال القهر والاستبداد، إعلاءً لقيمة الإنسان والحرية على وجه الأرض.وفي هذا الإطار شهدت الدوحة أمس نشاطاً سياسياً ودبلوماسياً، تجلى في استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، السيدة ريتنو مارسودي وزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا؛ تأكيداً على دعم قطر للجهود الإنسانية لمعالجة مشكلة اللاجئين الروهينغا المسلمين، وحرصاً منها على التوصل لحل عادل لهذه الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار، ولوضع حد لمعاناتهم التي بلغت حداً لا يمكن القبول به على المستوى الإنساني، حيث تتلاطمهم الأمواج بعد طردهم من ديارهم.ولا شك أن الوشائج التي تربط بين قطر وإندونيسيا ستسهم في التوصل لمعالجة المشكلة من جذورها، وقد أدركت إندونيسيا ما للدور القطري من إسهامات فاعلة في حل المشاكل والقضايا الإقليمية والإسلامية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، فكانت زيارة الدوحة، حيث أطلعت الوزيرة الإندونيسية أمير البلاد المفدى على الجهود والمساعي التي تبذلها كل من إندونيسيا وماليزيا لمواجهة مشكلة اللاجئين الروهينغا وتوفيرهما الدعم لهم ضمن حل مؤقت يشمل توفير الملاجئ والمأوى، وكان أملها في دعم دولة قطر لهذه الجهود، وقد كانت الاستجابة سريعة من سموه، فأمر بتخصيص الـ 50 مليون دولار مساهمة في تكاليف اللاجئين.إن قطر وهي تؤدي واجبها تجاه إخوانها في الإنسانية والإسلام، تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية المعنية، بالضغط على حكومة ميانمار، لمنح الروهينغا حقوقهم المشروعة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، فهم مواطنون وأصحاب حق، وليسوا غرباء عن وطنهم الذي ولدوا فيه وأسهموا في بنائه، وكل ما ليس لديهم ولدى الآخرين هو القوة الغاشمة التي أرغمتهم على خوض أمواج الموت، والعالم لا يفعل شيئاً سوى عبارات التنديد التي لا تجلب حقاً ولا تمنع معتدياً.