16 سبتمبر 2025

تسجيل

تقرير الخارجية الأمريكية!

29 مايو 2013

هناك الكثير يقال عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أكثر مما لم يقل به مالك في الخمر، أو كما يقول المثل العربي الشهير. لكن التقارير التي تخرج من وزارة الخارجية المختصة بالحريات و ممارسات حقوق الإنسان تعتمد على معايير ومقاييس موضوعية بمجملها وتستحق الوقوف عندها وأخذها بعين الاعتبار، وهو الحاصل في المؤسسات العلمية والأكاديمية الدولية. في المؤسسات السياسية والإعلامية العربية بالخصوص دائما ما يوجه الاستنكار والشجب واللوم والهجوم والرفض لكل نتائج التقارير في محاولة لتبرير السياسات القمعية المتبعة والإصرار على استمرار الواضع الراهن.عن الدول العربية يشير التقرير الأخير الى أنه رغم ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط، لا يزال العديد من المواطنين يعيشون في نقص في الحريات ويتطلعون بشغف إلى تذوق الحرية التي يتمتع بها الناس في أماكن أخرى. وشن التقرير هجوما كبيرا على تدهور أوضاع حقوق الإنسان واستمرار حالة الاضطراب السياسي وغياب الأمن وانهيار القانون، حتى في دول الثورات العربية. وانتقد تعرض المرأة للاعتداء والتحرش الجنسي كأداة للقمع السياسي، وعدم مقاضاة مرتكبي العنف ضد الأقليات وتهديد حرية الصحافة والاعتداء على الصحفيين، الذين يقومون بتغطية الأحداث، واستمرار العنف الطائفي والعرقي في الدول العربية الأخرى وعلى رأسها العراق وانعدام الشفافية الحكومية وانتشار الفساد في جميع مستويات الحكومة والمجتمع والتعذيب والاعتقال التعسفي والقيود على الحرية.تقرير هذه السنة تناول أيضا الأوضاع الخاصة بالحريات وممارسات حقوق الإنسان في دول الخليج وأشار إلى عدة إشكاليات أهمها الاعتقالات التعسفية وتقييد الحريات المدنية (الصحافة والتجمع وتكوين الجمعيات) والاحتجازات المطولة قبل المحاكمة ، وعدم قدرة المواطنين على تغيير حكومتهم، ونقص الشفافية، واستقلالية القضاء، والقيود المفروضة على حرية التعبير والتواصل عبر الإنترنت، بما في ذلك وسائل الإعلام الاجتماعية، ومشكلة البدون وعديمي الجنسية، والأطفال من المواطنات المتزوجات من غير المواطنين، وحقوق العمالة الوافدة الصحية والسلامة المهنية، والمعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة. الحقيقة أننا لا نحتاج إلى تقرير الخارجية الأمريكية لكي يفضح المستور، فكل ذلك لم يعد خافياً في عصر الانفتاح الفضائي وتغريدات العصافير الزرق في التويتر! ما نريده هو توقف هذه الممارسات والى الأبد ليشعر الإنسان في الخليج و العالم العربي بالحرية والأمن، كما يتمتع بهما الناس في أماكن أخرى؟!