قطر واستقرار أفغانستان

يعكس الاجتماع الدولي بشأن أفغانستان الذي تستضيفه الدوحة يومي الإثنين والثلاثاء، وينظمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بمشاركة واسعة من المبعوثين الخاصين من 25 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، مشاركة قطر الفاعلة مع المجتمع الدولي في جهود صنع السلام والتصدي للتحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية وحقوق الإنسان التي تواجه الأفغان. وتأتي استضافة الدوحة لهذا الاجتماع المهم والمعني بمناقشة شواغل المجتمع الدولي بشأن سياسات حكومة تصريف الأعمال الأفغانية والعمل لتنشيط المشاركة الدولية حول أهداف مشتركة نحو طريق دائم للمضي قدما بشأن أفغانستان، استمرارا لدورها المحوري فيما يتعلق بالقضية، ابتداء من وساطتها الناجحة التي أسفرت عن الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان لإحلال السلام في أفغانستان في فبراير 2020، ودورها في عمليات الإجلاء التي شملت 80 ألف شخص، بمن فيهم الأفغان المعرضون لخطر كبير والرعايا الأجانب، وتزويدهم بالدعم الأساسي في الدوحة، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية، بجانب جهودها في عمليات النقل الجوي للإغاثة في حالات الطوارئ وتسهيل إيصال أكثر من 800 طن من المساعدات، فضلا عن استضافتها في مارس 2022 مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وألمانيا، والمملكة المتحدة لتخفيف معاناة الأفغان، إلى جانب دورها الحالي في تسهيل وتعزيز قنوات الاتصال بين الشركاء الدوليين وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية. كما ساهمت قطر في تنظيم مؤتمر دولي، بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا، حول تعليم المرأة الأفغانية، حظي بحضور أكثر من 40 دولة، وعدد كبير من المنظمات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص. إن دولة قطر انطلاقا من التزامها القوي بمساعدة الشعب الأفغاني كله، بما يشمل توفير الفرص لكل من الرجال والنساء، ستظل مدافعة عن حقوق الجميع في أفغانستان، لا سيما حقوق المرأة، ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين من أجل استقرار وازدهار أفغانستان.