15 سبتمبر 2025

تسجيل

رياحُ لخويا والجيش تَعصفُ بالسدِّ وقطر

29 أبريل 2015

لأنَّها باسم وطنٍ، فهذا يجعلُها تَـعْـبَـقُ بالفخرِ والاعتزازِ، وتبعثُ في نفوسِـنا مشاعرَ عظيمةً بالانتماءِ تجعلُ كأسَ قطرَ تَتَخَـطَّى كونَها بطولةً إلى صَيرورَتِـها وجوداً نفسياً عاليَ الصَّرْحِ تَبْنيه الرياضةُ. وكُنَّا، جمهوراً وإعلاميينَ وكُتَّاباً، نَأمَلُ أنْ تكونَ الـمباراتان الـمُؤَهِّلتان للنِّهائي في مستوى اِسْمِها الغالي لكنْ جَرَتْ الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ. نُخطئُ إذا قُلنا: مباراةُ لخويا وقطر، والصوابُ أنْ نتحدثَ عن مباراة لَعِـبَها لخويا ضدَّ طَيْفِ نادي قطر. فالفريقُ القطراوي كان حاضراً دون تأثيرٍ، وبلا روحٍ قتاليةٍ حتى في أدنى مستوياتها، فكانت النتيجةُ صادمةً لأنَّها فاقَتْ أكثرَ التَّوَقُّعاتِ تشاؤماً؛ 5 / 0 لصالحِ لخويا. هذا أمرّ يدفعُنا للتساؤلِ بِـلَومٍ وشدَّةٍ عن دورِ الإدارةِ والـمدربِ في إعدادِ اللاعبين نفسياً، وتجهيزِهِـم بخططٍ يستطيعون من خلالِها صُنْـعَ جُـمَلٍ تكتيكيةٍ، وتخليقِ فُرَصٍ للوصولِ إلى مَرمى لخويا، أو على أقلِّ تقديرٍ أن يلعبوا بحماسةٍ لحِـفْظِ ماءِ الوجهِ. نحنُ نتحدثُ عن نادٍ له جمهورُهُ وبصماتُهُ في مسيرتِنا الكرويةِ، ونأمَلُ فيه الكثيرَ يُقَـدِّمُـهُ في ملاعبِـنا، مستوى فنياً، وأداءً جماعياً وفردياً، وروحاً قتاليةً. ورغمَ ذلك، فإنَّنا نباركُ لنادي لخويا فوزَهُ الـمُسْتَـحَقَّ، فقد كانتْ مباراتُـهُ مجردَّ مباراةٍ تدريبيةٍ يُعِـدُّ منْ خلالِها لاعبيه للمباراةِ النِّهائيةِ ولبطولةِ كأسِ الأميرِ التي سيواجهُ فيها فرقاً تلعبُ بروحٍ وحماسةٍ، لا بحضورٍ جسديٍّ وغيابٍ تامٍّ عن التأثيرِ في مُجرياتِ الـمبارياتِ.أمَّا مباراةُ السدِّ والجيشِ، فهي مَوْضِـعٌ آخرُ لـمَواجِـعِنا الكرويةِ منْ حيثِ الأخطاءِ التَّحكيميةِ، وغيابِ روحِ الـمنافسةِ عنْ الفريقِ السَّدَّاوي. ولنكنْ عادلينَ بالقولِ إنَّ السدَّ عانى التَّحكيمِ، وأثَّـرَ فيه كثيراً طَرْدُ نذير بلحاج، وغيابُ لاعِـبَـيْهِ خلفان إبراهيم وإبراهيم ماجد، لكنَّ ذلك كُلَّـهُ لا ينفي أنَّ النتيجةَ كانت مَحسومةً لصالحِ الجيشِ. فقد افتقرَ أداءُ الفريقِ السَّدَّاويِّ للتنظيمِ، وخَلا من الروحِ القتاليةِ، ولم يستطعْ اللاعبون استكمالَ الفُرَصِ التي خَلَّقوها ليُحرزوا أهدافاً أو ليُخَـفِّفوا ضَغْطَ لاعِـبِي الجيشِ عن مَـرْماهم. وهذا يجعلُنا ننتظرُ منَ الإدارةِ والـمدربِ توضيحات حولَ إعدادِ الفريقِ نفسياً، وبخاصةٍ أنَّ السَّـدَّ ليس نادياً رياضياً فحسبُ، وإنما هو قاعدةٌ جماهيريةٌ كبيرةٌ ينبغي أنْ يكون حضورُها ضخماً في كلِّ مبارياتِ فريقِها.ونأتي إلى مؤسسةِ دوري نجومِ قطرَ، وهي ليست جهازاً إدارياً يُعنى بالعملِ الـمَكتبيِّ، ولكنها جهازٌ يتعاملُ، في أداءِ مَهامِـهِ، معَ الجمهورِ ووسائلِ الإعلامِ، أي أنَّه يعتمدُ، في أدائها، على صُنْـعِ التأثيرِ، فيكونُ الحضورُ الجماهيريُّ في الـملاعبِ هو مقياسُ نجاحِـهِ في ذلك. ومباراتا لخويا وقطر، والسد والجيش، كانتا مُؤشِّراً على أنَّ الـمؤسسة لم تبذل جهوداً كافيةً لجَذبِ الجمهورِ لحضورِهِما، وهو ما يجعلُنا نُطالبُها بتفعيلِ أدائِها منْ خلالِ استثمارِ خبراتِها الـمتراكمةِ، وتفعيلِ طاقاتِ الكفاءاتِ من الـمُؤَهَّلين، علمياً وعملياً، العاملين فيها. ونأمَلُ أنْ تكونَ الـمباراةُ النهائيةُ بين الجيشِ ولخويا إثباتاً لنجاحِها في العملِ الجماهيريِّ.كلمةٌ أخيرةٌ:كأسُ قطرَ، ليستْ مجردَّ بطولةٍ تتنافسُ الأنديةُ فيها على تحقيقِ النتائجِ، وإنما هي مَظْهَـرٌ لشعورِنا بها كقيمةٍ وطنيةٍ رياضيةٍ كبيرةٍ.