31 أكتوبر 2025

تسجيل

مسار الورد

29 أبريل 2014

حين تفيق كل تلك الأحلام التي سبق لها وأن سكنت الأعماق (ولكننا ولسبب ما أجبرناها على النوم) تبدأ بالبحث عنا وعن كل من عاش من أجلها؛ كي تُمسك بيده وتخرج معه قبل أن تصطدم بأي شيء آخر يمكن أن يتسبب لها الكثير من الأذى، فتعود ومن جديد إلى سباتها الذي سبق لها وأن فرت منه وسط اشتباكات عنيفة ستتسبب وفي المقابل بضجة لا يدركها سوانا بحكم أننا من يحتويها، وسنشعر بفضل ذلك بكثير من الاضطراب الداخلي حتى وإن لم يكن ليظهر علينا ذلك من الخارج، والقصد من خوضها تلك الاشتباكات هو جذب انتباهنا إليها والتفرغ لها؛ للتعرف على مطالبها، فهو الأمر الذي تريده من المقام الأول، وما أجملها تلك اللحظات التي سنتفرغ فيها لكل تلك الأحلام؛ كي نُعيدها إلى مضمار أولوياتنا التي تأخذ من وقتنا الكثير، فتستعيد بذلك حقوقها التي دخلت في سبات أُجبرت عليه أيضاً، ويجدر بنا إخراجها منه؛ كي تستعيد حياتنا حياتها، ويبقى السؤال الذي سيطل بوجهه البريء في هذه اللحظات: ما الذي يمكن بأن يحدث إن تابعت تلك الأحلام ذاك السبات دون أن نوفر لها وقتاً نتفرغ فيه من أجلها؟إن إجابة ذاك السؤال الذي سبق لي وأن طرحته قد تختلف؛ بسبب الاختلافات التي تُفرقنا عن بعضنا البعض، ولا يمكن بأن نخوضها فتتسع (دائرة الحديث التي يهمنا منها ما قد بدأنا به)، ولكنها ستتفق على نقطة أساسية وهي أن الأحلام التي سبق لنا وأن رغبنا بها وتعرضت لمداهمة التزامات الحياة (التي أبعدتنا عنها) تحتاج لمحاولات جادة منا؛ للتمسك بها دون أن ننشغل بأي أمر آخر يمكن بأن يُبعدنا عنها، وهي تلك المحاولات التي يتوجب علينا تكليلها بالعزم وبكل عزم فلا نُسلم لكل عقبة تقف من أمامنا؛ لنعلن معها الاستسلام، كما هو الوضع مع البعض؛ لأننا وإن فعلنا وخضعنا لها تلك العقبات فلن نتمكن من إدراك ما نريده أبداً، وهو ما يستحق بذل الجهد والصبر والكثير من المحاولات التي ستأخذنا وفي نهاية المطاف إلى ما نريده بإذن الله تعالى. والآن ما الذي أحمله لكم بعد أيها الأحبة؟لقد سبق لي وأن طرحت سؤالي عن طبيعة ما يمكن بأن يحدث إن تابعت تلك الأحلام ذاك السبات دون أن نتفرغ لها، والحق أن ما قد ذكرته يفي بالغرض، ولكن هناك المزيد منه لكل من لم يشغل باله بالتفكير بها، وسأضيفه هنا ممزوجاً بشيء من خبرتي؛ كي يأخذ به من يحتاج إليه، ويمضي نحو المُراد في سبيل الحصول على كل ما هو مُراد، وهو ما سيكون كالتالي: حين تملك حلماً وترغب به وبشدة في زمن معين تحسب بأنك قادر على تحقيق ما تريده فيه، ثم تواجه الحياة وترتطم بما فيها؛ ليتقلص حلمك، تذكر بأن لا تستسلم بتاتاً، حتى وإن تغير لون صفحة حياتك وأصبح مختلفاً عن ذاك الذي حسبت بأنه سيكون، أو إن شعرت بأن المسار الذي تسلكه قد ضاق عليك، ولم يعد مُكللاً بالورد، الذي لن يكون لك وإن طل عليك في مرحلة من المراحل، فالطبيعي بأن لا يكون مسار المجد كذلك منذ البداية، ولكنه ما ستحصده بعد أن تتوغل أكثر، وتسمح لنفسك بالمتابعة حتى النهاية، فإن كنت تملك تلك العزيمة، وتتمتع بذاك الصبر فكن على ثقة بأن ما تريده سيكون لك وبإذن الله تعالى.ولماذا فعلت ذلك؟لقد كتبت كلماتي هذه في هذا اليوم؛ لأني أدرك تماماً أن بيننا من يتألم ويشعر بوخزات الفشل وهو لم يدرك النجاح بعد، فإن لم يجد هذا الذي أتحدث عنه (وهو أحد أفراد مجتمعنا) الدعم الذي يحتاجه في البداية كما يعتقد بأنه ما سيكون له؛ كي يتابع المسار الذي بدأ بسكله فلاشك بأنه سيخضع كرهينة لذاك الإحساس العاجز الذي سيغمره بالعجز؛ ليظل مقيداً حيث هو، خاصة وإن لم يلمحها تلك الورود التي يجدر بها بأن تحيط به من كل جانب، والتي لن تتواجد بسهولة ومنذ البداية يا عزيزي، فهي تلك التي لن تلمحها إلا بعد أن تتوغل أكثر وتدرك تفاصيل مسارك أكثر من غيرك؛ لذا وكي تفعل فلابد وأن تدرك مسارك بشكل دقيق، فهو ما سيحقق لك ما تريد دون شك، وإن لم يكن في الصباح الباكر فلاشك بأنه ما سيكون في المساء، وأخيراً فلتعمل وبجد كي يُكلل مسارك بالورد كما تريد، وحتى حين فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.