11 سبتمبر 2025

تسجيل

وقتك في رمضان

29 مارس 2023

يعتقد الكثيرون أن شهر رمضان هو شهر الراحة والنوم ولا عمل منجز به، أي أنه شهر يضيع الوقت به في النوم والسهر وغيره ولا يوجد متسع من الوقت بالرغم أنه نفس الوقت والساعات والدقائق ١٤٠٠ دقيقة في شهر الصوم وفي بقية الأشهر. بطبيعة الحال فإن الأمر يعتمد على استغلال الوقت بالطريقة الأنسب لكل فرد، بل أكثر من ذلك ساعدنا الشهر الفضيل في تحديد الكثير من الأوقات مثل أوقات الأكل (سحور وفطور) واوقات الصلاة وفيما بينهما نستطيع توزيع كل الأعمال المهمة والتي خطط لها من قبل. فمن الضروري أن تكون هناك مهام مدونة وأولويات مكتوبة للانتهاء منها في اليوم أو خلال الأسبوع أو على مدار الشهر الكريم. وتستطيع ان تقسم هذه المهام الى أصغر من ذلك فيسهل لك الانتهاء منها وإنجازها، بالطبع أبدى كل أولوياتك هي العبادات والاجتهاد في التقرب لله والفوز بقبول الطاعات، بل أجمل من ذلك أن تكتسب عادات جديدة في هذا الشهر، تأتي صلة الرحم التي يكون بها الأجر واللقاء الأسري والتواصل أكبر وأجمل وأكثر دفئا وسعادة خصوصا عندما تلتقي بأفراد العائلة وتجتمعون معا على الفطور ويكون فرصة للقاء الأصدقاء والأهل في فطور أو سحور فنلتقي بأحبة لم نرهم منذ زمن بسبب ظروف الحياة. ان شهر رمضان يعتبر وقتا مناسبا للتخلص من الكثير من مضيعات الوقت التي كانت سبب انشغالنا بما لا يفيد، يقول كال نيوبرت في كتابه عمل عميق «ان العمل العميق لا يحتاج الى مقاطعة» ولكن نستطيع الاستغناء عنها على سبيل المثال الهاتف النقال الذي يأخذ الكثير من أوقاتنا فعندما نستبدل هذا الوقت المهدر في تصفح الكثير من التطبيقات التي لا طائل منها في انجاز الكثير من الاعمال، منها ختم القرآن أو التركيز على الانتهاء من بعض الاعمال المعلقة منذ زمن، ان شهر رمضان فرصة لتعزيز الإنتاجية. أضف لذلك أن شهر رمضان للمحافظة على الصحة الجسدية بممارسة الرياضة والأجواء هذا العام ملائمة جدا لأداء الرياضة في الهواء الطلق في أي وقت مع الاخذ بالاعتبار الأوقات المناسبة للرياضة والمكان الملائم، لا شك أنها مهمة صعبة الموازنة بين الغذاء الصحي المناسب و الوزن والرياضة. من الأمور المفيدة أيضا التفويض في أداء المهام والأعمال التي تساهم في تعزيز الإنتاجية الشخصية وتوفر لك الكثير من الأوقات الذهبية. وتجدر الإشارة ان في هذا الشهر نستطيع إعادة النظر في التخلص من الكثير من المشتتات كالتلفزيون ومسلسلاته وتقنين التواصل الاجتماعي، تعدد المهام أيضا من المشتتات فعندما يكون لديك أكثر من مهمة في وقت زمني واحد فذلك يعني عدم إنجازها بالشكل المطلوب بعكس ذلك لو كانت لكل مهمة محددة زمن محدد فتختلف النوعية الإنتاجية وتكون متميزة بشكل أفضل. بالطبع اعتدنا في رمضان السهر والنوم وقلة الحركة وقد ساعد على ذلك الفترة التي قضيناها في فترة كورونا السابقة، ولكن اليوم كل العوامل مهيأة لنا في الشهر الكريم. خلاصة القول شهر رمضان شهر العبادة والعمل والزيادة من كل خير، شهر الفوز برضى الرحمن والتقوى وقبول الأعمال، ولذلك علينا أن نركز في هذه المهمات العميقة في شهر الصوم، ذلك أننا نستطيع انهاء مهمة تلو أخرى. فهو شهر واحد فقط بالسنة وأيام معدودات تزيد بركته بالعمل والعبادة. لذلك نكرر القول بأن هناك الكثير من الأمور التي لا نستطيع الاستغناء عنها في رمضان وأخرى يجب إعادة النظر فيها... اللهم اجعل أعمالنا مباركة وأعاد الله هذا الشهر عليكم بالخير واليمن والبركات.. كل هذا وبيني وبينكم.