17 سبتمبر 2025
تسجيلمع اقتراب شهر رمضان المبارك تتجدد الروح الإيمانية والطمأنينة القلبية لدى شعوب العالم الإسلامي، وذلك مما يحمله هذا الشهر من بركات وإلى جميع ما يميزه من تضاعف في الحسنات وعبادات ارتبطت بهذا الشهر الكريم الذي اكرمنا به الله عز وجل. ونعود إلى أمرٍ هام وهو حرص البعض على السنن والتهاون في الواجبات! إن صلاة التراويح هيّ صلاة تمت تأديتها في عهد سيدنا عمر بن الخطاب وهيّ إحدى ما يميز شهر رمضان المبارك بإحياء لياليه وإما شأنها فهيّ صلاة غير واجبة ولا تستلزم الصلاة في جماعة، ويُمكن تأديتها في المنزل وقد يكون هذا أفضل لإحياء المنزل بالصلاة والذكر، وتأدية صلاة التراويح في المسجد نوع من المساعدة للقيام بها وذلك بتأديتها في جمع من المصلين وهيّ نوع من الإعانة على الطاعة، ولكن ما يحدث أن هناك من يجعل صلاة الواجب كصلاة العشاء أقل أهمية من صلاة التراويح، فهو يصارع نفسه للحاق لصلاة التراويح ولكن لا توجد لديه ذات الأهمية في تأدية صلاة العشاء، كما نرى الاستنكار لدى البعض عند رؤيتهم لمصلين يخرجون من المسجد قبل تأدية صلاة التراويح وبعد الانتهاء من صلاة العشاء! متناسين أنها سُنة ولا نجد ذلك الاستنكار في عدم لحاق الشخص على صلاة العشاء! وفي العموم لا يجب الإنكار على أي شخص بأمر العبادات عند تقصيره وما يجب هو انشغال العبد بنفسه وبأعماله وهيّ الواجبة عليه لإصلاح نفسه.. وهناك من الجانب الآخر نجد موظف التراويح! إهمال في تأدية واجباته الوظيفية الأساسية! تعطيل لمصالح الموظفين والمراجعين، فهو يظن أن عمله الذي عُين عليه هو حق مُكتسب وبغض النظر عن تأديته لمهامه الوظيفية الخدمية، ومن الجانب الآخر يؤدي المهام التي ترتبط بوضوح في الصورة كالمشاريع أو المهام السريعة التي سيتم الإطلاع عليها من قبل السلم القيادي! وكذلك الحال لبعض القياديين الذين ظنوا وصولهم للمنصب حق مكتسب، ويجعلون لأنفسهم حق المكافأة بالخلود إلى الراحة! وذلك من حضور متأخر الى العمل، عدم مقابلة الموظفين، استغلالهم لكل دورة خارجية، انهاء اعماله الخاصة، تعطيل مصالح المراجعين،ولكنهم من الجانب الآخر يجتهدون في المشاريع وتنفيذ الأوامر التي تبرزهم للقيادة العليا في مؤسساتهم. فقد أهمل كلا الطرفين الواجب الوظيفي والأمانة الملقاه على عاتقهم واهتموا بالصورة العامة لدى قياداتهم وظنوا أنهم يحسنون صنعا!! إن على المرء القيام بواجباته الوظيفية وفق ما تم تحديدها له بما يتوافق مع السياسات المُتبعه في مؤسسته، وإيقانه بأن عمله هذا يؤجر عليه أو يُؤثم عليه، وإن التقصير في العمل و تعطيله ليس من الذكاء في شيء والذي يظنه الكثير، وذلك اعتقادًا منهم أن الرئيس الأعلى لا يعلم بما يدور حوله فهم على طريقٍ صحيح ! ونسوا وتناسوا ان كل عمل هو تحت رقابة الله عز وجل، فإن كان العمل به رقابة ذاتية للنفس كما هو صيام العبد في العلن والخفاء في شهر رمضان مبني على أساس قوي وهو مراقبة النفس لذاتها وحباً في إتمام تلك الطاعة لله عز وجل، وهذا هو ذاته المُطالب به المرء في عمله لصلاح عمله ومجتمعه بإذن الله تعالى. أخيراً نسأل الله تعالى الصلاح لنا ولكم، وأن يتم علينا شهر رمضان المبارك وهو راضٍ عنا، وأن يُعيننا وإياكم على صيامه وقيامه وأن يجعل هذا الشهر شهراً لمزيد من العطاء في أعمالنا لا تعطيلاً لها.