13 سبتمبر 2025

تسجيل

تلك بتـلك

29 مارس 2021

في الدول الغنية وخاصة التي وهبها رب العالمين جلَّ شأنه وتنزه عن كل نقص خيرات كثيرة وثروات ضخمة لابد أن يرى المواطن أثر هذه الثروة جلياً ينعكس عليه بصورة إيجابية في مختلف شؤونه الحياتية، وألا يشكو من فقر ولا من عازة، وأن يجد له المسكن المناسب والوظيفة المناسبة والمرافق المتطورة والتعليم الراقي والمرافق الصحية المناسبة، وألا يستهدف جيبه بفرض الرسوم بأي صورة من الصور، وأن يُعتبر شريكاً حقيقياً في الوطن له ما له وعليه ما عليه، وأن يُفعل نظام العدل والمساواة المتعطل في كثير من الأحيان في بعض دول العالم العربي بين أفراد المجتمعات دون ترجيح كفة على كفة حتى يحس الإنسان بقيمته في وطنه. هذا إذا ما علمنا أن هناك مواطنين في بعض الدول العربية ليست لهم قيمة حقيقية تُذكر حتى فضل الكثيرون منهم الرحيل عن أوطانهم بحثاً عما يتمنونه حتى ولو وجدوا بعضاً منه، ومن جانب آخر هناك شعوب تأخذ من أوطانها كل شيء وبرغم هذا تجدها لا تدفع بأوطانها نحو مزيد من التطور ولا يهمها ارتفاع أو انخفاض جدها واجتهادها في العمل أو الدفع بأوطانها نحو مستقبل مشرق أو إيجاد قاعدة اقتصادية يعتمد عليها وقت الأزمات بحزمة متنوعة للدخل القومي من مصادر عدة، وعدم الركون لدخل واحد معروف يتأثر بمختلف التغيرات من حوله، وهو دائماً في حالة صعود أو هبوط ويكون أحياناً شديداً وغير متوقع ومفاجئاً يقلب عندك مختلف الموازين الاقتصادية ولو كان صلباً لصمد ولكن في حقيقة الأمر هو هش ولو بدا لك غير ذلك ظاهرياً. والبعض يريد من الوطن أن يعطيه ما يريد وهو لم يكلف نفسه في مجال عمله أن يعمل بجد واجتهاد وإخلاص وصدق وأمانة وأن تكون يداه نظيفتين شريفتين عفيفتين عن أخذ أو سرقة المال العام، وألا يكون من المفسدين به، وأن يخاف الله فيه، ونحن في زمن أصبح استباحة المال العام من الأمور المعتادة في ظل التراخي في تنفيذ العقوبات الرادعة التي تجعل من ضعيف النفس ناكر المعروف يتردد ألف مرة ومرة قبل أن يسرق المال العام، فالعطاء لابد أن يبادره عطاء آخر من باب رد الجميل فلا يجوز أن تأخذ بدون أن تعطي فأنت تريد كل شيء مني ولا تعطيني مقابلاً عندها المعادلة غير عادلة والميزان يكون مختلاً. [email protected]