قطر تعزّ شعبها وضيفها

مرة أخرى تثبت دولة قطر سموها والتزاماتها الإنسانية التي هي عنوانها قيادة وحكومة وشعبا حيث استضافت عددا من المواطنين البحرينيين الذين كانوا في زيارة إلى إيران وتقطعت بهم السبل وفشلوا في العودة إلى وطنهم، فبادرت دولة قطر بنقلهم ووصلوا إلى مطار حمد الدولي على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من إيران. وفي ضوء عدم سماح مملكة البحرين بعبور الطائرات التجارية القطرية منذ الأزمة الخليجية، فقد تواصل مسؤولون قطريون مع نظرائهم في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودة الأشقاء البحرينيين إلى وطنهم آمنين وعرضت دولة قطر على الحكومة البحرينية أن يغادر الأشقاء إلى وطنهم على متن طائرة خاصة، دون أن تتحمل مملكة البحرين أو الأفراد المعنيون تكاليف الرحلة، ولكن السلطات البحرينية رفضت هذا الخيار. كانت أمام قطر خيارات عديدة ولكن وبما أن صحة وسلامة الجميع في قطر وحول العالم هي أولوية قصوى في هذه الأوضاع الصعبة، ولأن لقطر قيادة تعز شعبها وضيوفها وتحميهم فقد قامت وزارة الصحة العامة في دولة قطر بإجراء فحص للأشقاء البحرينيين القادمين من إيران للكشف عن فيروس كورونا (كوفيد - 19)، وتم إدخالهم في أحد الفنادق المخصصة للحجر الصحي لمدة أسبوعين، على أن تتحمل دولة قطر تكلفة إقامتهم وعلاجهم. لقد حظيت المبادرة القطرية باهتمام خليجي واسع ليتأكد من جديد أن الشعب الخليجي جسد واحد إذا مرض منه عضو تداعى له سائر الجسد. لقد أكدت دولة قطر دائما ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية على أهمية إبعاد الخلاف السياسي عن الشعوب التي تربطها أواصر العلاقات الأسرية العميقة، وها هي تؤكد ذلك مجددا بهذه الخطوة الإنسانية، فما قامت به تجاه المواطنين البحرينيين موقف إنساني خالص، فكل مواطني مجلس التعاون الخليجي إخوة وأشقاء مرحب بهم في قطر.