قطر وفرنسا.. شراكة إستراتيجية

جاءت مباحثات معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، مع نظيره الفرنسي دولة السيد إدوارد فيليب، أمس في الدوحة، لتؤكد على عمق العلاقات بين قطر وفرنسا، حيث تتميز تلك العلاقات بأنها إستراتيجية في مختلف المجالات، وهو ما أكد عليه معالي رئيس مجلس الوزراء بأن قطر تعتز بعلاقات التعاون والصداقة المتميزة مع فرنسا، وهذه العلاقات قد بدأت منذ أكثر من أربعة عقود، حتى أصبحت فرنسا الآن شريكا إستراتيجيا مهما لدولة قطر. وإلى جانب تطابق الرؤى السياسية تجاه أزمات وملفات المنطقة، يبرز التعاون الاقتصادي والتجاري وكذا الاستثمارات بين البلدين، ففرنسا البلد الثالث في حجم التبادلات التجارية القطرية في أوروبا. كما أن الاستثمارات القطرية في فرنسا هامة للغاية وحاضرة بقوة هناك في كافة المجالات، في المقابل نجد الاستثمارات والشركات الفرنسية لها تواجد وحضور واضح في قطر، خاصة وأن الدوحة قد هيأت مناخا مناسبا للاستثمار الأجنبي من خلال تطوير التشريعات وإنشاء مناطق حرة، وقانون تملك الأجانب والإقامة الدائمة وما يشمله من امتيازات، وغيرها من القوانين المشجعة على الاستثمار في البلاد. وقد تواصلت مسيرة العلاقات بين البلدين بالتوقيع على عدة اتفاقيات جديدة أمس، وهذه الاتفاقيات سوف تفتح آفاقا واسعة أمام تعزيز العلاقات والتعاون بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، حيث إن تطور الاقتصاد القطري وتنوعه يساهم في تعزيز الشراكة بين قطر وفرنسا. وإلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة، هناك أيضا التعاون الثقافي والرياضي الذي يجعل هناك تقاربا بين الشعبين، ومن ذلك طموحات قطر الثقافية التي تجلت بالانضمام إلى المنظمة الفرانكفونية بصفتها عضوا منتسبا، بما يسمح بمزيد من التعاون الثقافي، وأيضا الرياضي باعتبار قطر تستضيف بطولة كأس العالم 2022.