17 سبتمبر 2025
تسجيلشعار "سبعون عاما من العمل العربي المشترك" الذي جعلته الجامعة العربية عنوانا بارزا للدورة السادسة والعشرين لاجتماعات مجلس الجامعة، على مستوى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية، ربما يعبر بشكل دقيق عن السنوات الطويلة التي ظلت فيها الجامعة تقوم باداء مهامها، لكنه بالقطع لا يعكس واقع الحال العربي الماثل الآن، فيما اذا جرت عملية جرد وحساب لحصاد هذه السنوات.لم تكن الجامعة العربية لتستمر طيلة هذه السنوات السبعين، مع هذا الحصاد الذي لا يتناسب وهذه الفترة، الا لأنها كانت وما تزال تشكل أملا للشعوب العربية في تحقيق التضامن العربي وتوحيد الصف كخطوة أساسية في اتجاه تحقيق تطلعات الأمة في التنمية وتحقيق التكامل الحقيقي بين الدول العربية وصولا الى استقلال الارادة والقرار والبروز كقوة يحسب لها العالم ألف حساب.لقد شهدت المنطقة منذ تأسيس الجامعة العربية تطورات واحداثا جساما عصفت بها ومزقتها وهي تواجه حاليا تحديات خطيرة في مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا تزال تراوح مكانها، بينما تشتد عمليات الاستيطان والتهويد والعدوان والحصار على الشعب الفلسطيني، فيما تشهد عملية السلام أفقا مسدودا حتى لم يعد من جدوى لاستمرارها في ظل التعنت الاسرائيلي المتواصل.. وتشمل التحديات الخطيرة التي تواجه الامة ايضا ما يحدث في سوريا التي حولها النظام الى ركام وشرد شعبها الذي تعرض لاعمال ابادة لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا.. وما يحدث في ليبيا والعراق واليمن، فضلا عن تنامي ظاهرة الارهاب الذي أصبح يمثل خطرا جديا على الامن الاقليمي العربي والامن الدولي.ووسط هذه الصورة القاتمة للاوضاع والتحديات التي تواجه الامة العربية، تبرز عملية "عاصفة الحزم"، كبارقة أمل على امكانية البناء عليها لتأسيس قاعدة ونواة في الطريق للعمل العربي المشترك.إن هذه المرحلة التاريخية، تحتاج الى الشروع الفوري في اصلاح الجامعة العربية والارتقاء بها الى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة، ذلك انه كما قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه للقادة العرب امس انه "لن يكون معنا أحد كعرب إذا لم نكن نحن مع أنفسنا، وإذا لم نفعل نحن ما يجب فعله".