02 نوفمبر 2025

تسجيل

ينقضون عهدهم في كل مرة

29 مارس 2014

أبلغت إسرائيل الفلسطينيين أمس برفضها الالتزام بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين الذي كان مقررا اليوم السبت وفق اتفاق يوليو 2013 المتضمن إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 وذلك على أربع دفعات خلال تسعة أشهر . إن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يعتبر بحق اختبارا لنوايا إسرائيل تجاه السلام والمفاوضات التي تجري للتوصل إليه بل هو مؤشر قوي وواضح على التزام الإسرائيليين بما يمكن التوصل إليه من اتفاقات مستقبلا وهم الذين عرف عنهم أنهم ينقضون العهد في كل مرة يتم خلالها التوصل إلى اتفاق وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالأسرى الفلسطينيين رمز الحرية والنضال. إن القبول الفلسطيني بما تقوم به إسرائيل في كل مرة من نقض لاتفاقاتها معهم بوساطة دولية وعلى مسمع العالم يوحي بأن جميع ما يمكن التوصل إليه من اتفاقات سيظل تحت عباءة "نقض العهد" الذي اشتهرت به إسرائيل بل وعرفت به منذ قيامها وبالتالي لا أحد يمكن أن يطلب من الفلسطينيين الاستمرار في التفاوض مع الإسرائيليين لعدم جدوى أي تفاوض يمكن نقضه والتراجع عنه بكل سهولة كما تفعل إسرائيل اليوم باتفاق يوليو 2013. إن العالم الذي شهد على اتفاقات يوليو 2013 المتضمن إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين مدعو اليوم للوقوف عند مسؤولياته بكل جدية والتزام دفاعا عن المواثيق الدولية والقانونية والأعراف الإنسانية ولوضع حد للذين "ينقضون عهدهم في كل مرة" لئلا يتكرر ذلك في الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها من خلال الجهود الدولية خصوصا أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الفلسطينيين بنقضها العهد من خلال الوسيط الأميركي وراعي عملية السلام. ومهما كانت الأعذار التي يسوقها قادة إسرائيل لتبرير نقضهم العهود في كل مرة فإن أي تفاهمات أو اتفاقات مستقبلية تعتبر من الآن مهددة بمواقف مماثلة وبالتالي فإن الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاقات مع إسرائيل في إطار عملية السلام لاتجدي ولن يكون لها أي جدوى طالما أنها ستتعرض لمواقف مماثلة من نقض المواثيق الذي اشتهرت به إسرائيل ولعشرات المرات عندما ضربت بعرض الحائط الجهود الدولية والقانون الدولي والشرعية الدولية واستهترت بالمجتمع الدولي وبالقرارات الدولية متمثلة بمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. إن العالم بأسره مدعو اليوم لإعادة الاحترام للشرعية الدولية وللمواثيق والاتفاقات التي يتم التوصل إليها وإلا فإن العالم سيدخل مرحلة ضبابية والقانون الدولي سيعود لمرحلة قانون الغاب أو مرحلة اللاقانون لأن من ينقض اتفاقا أو ميثاقا مرة ينقضه في كل مرة إذا مر ذلك دون عقاب أو تدخل إيجابي دولي صارم.