17 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما نملكه يعود للخالق الذي خلقنا ومنحنا حق تملكه بشكل مؤقت، سيعود من بعد حين إليه، والواجب خلال مدة حيازتنا له بأن نحافظ عليه وبشكل جيد، لابد وأن نكشف من أجله عن السواعد، حتى وإن حل يوم الحساب أخذنا حقنا بقدر ما قد كان منا من قبل، وهو ما سيسري على الجميع دون استثناء، مما يعني أن ما نملكه أمانة ستعود يوماً ما لصاحبها، فهل منا من قد استعد خير استعداد؛ لمواجهة ذلك اليوم؟لاشك بأننا نملك الكثير وإن كان بيننا من ينكر ذلك، أو يتجاهله، وهو ما يصل إليه حين يفر بنظراته لكل ما يملكه غيره، دون أن يُركز على ما يملكه، وهو الأجدر بالحصول على كامل اهتمامه وتركيزه، والحق أن تواجدنا مع من يبحث عن المزيد دون أن يحمد الله يجعلنا نعيش وسط مجتمع يفتقد البركة، التي تحتاج لشكر دائم؛ كي تكون، ولنا أن نتخيل كيف يمكن بأن يكون وضعنا حين ننعم بخير نحمد الله عليه ونشكره دون أن نتذمر، ونركز عليه، فنصب كامل اهتمامنا فيه؛ كي نجعله الأفضل؟ وهو ما سيكون وبإذن الله، ولكنه ما لن يكون بسهولة ما لم نأخذ الأمر على محمل الجد، فهل يمكن بأن يكون منا ذلك؟هناك الكثير من النعم التي قدرها القدير لنا، ويجدر بنا الاهتمام بها فهي وكما ذكرت سلفاً أمانة، وإن اختلف نوعها، ستظل أمانة تستحق المحافظة عليها، منها (الأبناء)، الذين يكتبهم الله لمن يشاء من عباده؛ ليتحملوا مسؤوليتهم بكل ما تحمله الكلمة من معان، ودون أن يتأخر المعني بالأمر من محيط الأسرة الحاضنة أو من المحيط الخارجي لوجوده، وليس كما يجري وللأسف مع من لا يدرك قدر هذه المسؤولية العظيمة والأمانة الأعظم والتي سنُحاسب عليها يوم القيامة، وهي التي رغبت بأن أسلط الضوء عليها لجدية الموضوع بالنسبة لي وبالنسبة لكل من يُرهقه التقصير الذي نشهده من البعض فيما يتعلق بالأبناء.أيها الأحبة: بآخر مقال جمعني بمن يُتابع عمودي الأسبوعي (كلمات صالحة للنشر) كنت قد ناقشت قضية (التنمر) الذي يعيشه أطفالنا دون أن ندرك خطر هذا الوحش القاتل عليهم؛ لأسباب مختلفة قد يكون منها: عدم تقدير حجم المأساة التي يعيشها كل من يعاني من التنمر، وكنت قد سردت قصة طفل تعرض للتنمر من قِبل مُعلمته، التي أخفت ملامح جريمتها وبتمكنٍ تلاشى أمام قدرة الله على تمكين الحقيقة من الظهور، فانكشف المستور، وأدركت الأم سر تلك المعاناة التي كان صغيرها يعاني منها وحده في الروضة، خاصة أنه وبعد محاولات بائسة؛ لإقناع الأم بحقيقة ما يحدث معه قد سئم، وسلم الأمر وهو الصغير للكبير جل شأنه، فما كان من تلك المُعلمة إلا وأن تابعت ظلمها على بطلنا الصغير، حتى أذن الله بأن تُسرح لأسباب وظروف غامضة لا يدركها إلا الله، ومرت الأيام؛ كي تفسح المجال أمام الحقيقة فتظهر للجميع، ويؤخذ حق الصغير وإن كان ذلك بعد حين، وما يستوقفني هنا من كل تلك القصة هو التالي: أين كانت الإدارة عن تلك المُعلمة التي استغلت ضعف الأطفال ومارست عليهم ظلمها دون أن يردعها أي أحد؟ وأين هي ردة فعل كل مسؤول أدرك القصة حينها ولكنه لم ينبس بحرف واحد بحق الصغير وغيره؟ بل أين هي ردة فعل العامة الآن وبعد أن كُشفت القصة؟ ولماذا نُمرق الموقف وكأنه لم يكن يوماً؟ لعلي أملك الأسئلة وأعرضها ولكن ذلك لا يعني أن الإجابات مفقودة، بقدر ما هي مبحوحة يكاد بالكاد يُسمع صوتها؛ ولأنها تحتاج لمن يُعبر عنها فلقد تناولت هذا الموضوع الذي لطالما طرحته من خلال الزاوية الثالثة؛ كي أفتحه من جديد؛ لينتبه الأقرب إلى الأبناء مهما كانت صلة القرابة التي تربطه بهم، ويدرك ما يحتاجونه من حماية، اهتمام، ومتابعة داخل البيت وخارجه وضمن المحيط الخارجي الذي يشمل المدرسة، التي تسهم وبشكل جدي بتشكيل شخصية المستقبل للمستقبل، وتحتاج منا إلى متابعة شديدة ومُكثفة دون أن نترك الأمر لهم؛ ليعبثوا بالقلب والقالب. ما يستحق منا الوقوف عليه وبشكل دائم، هو تبني مبدأ الشك وليس (سوء الظن)، فعليك كوالد تتحمل مسؤولية الأمانة التي مُنحت بأن تسأل بين الحين والآخر عن طبيعة ما يحدث في المدرسة، وتخيل ما يمكن بأن يحدث إن أغفلت مهمتك تلك، وهو ما سيكون منك إن كانت جرعة الثقة مُضاعفة سيطمئن معها قلبك، الذي نأمل بأن يسأل بين الحين والآخر، فلا يترك أمر تربية الأبناء ومتابعتهم لغيره، حتى إذا فسد المحصول في النهاية ستتبدد معه فرصة استعادة ما قد رحل عنك بفضلك وحدك.يجدر بكل معني بأمر تربية الأبناء وتقديمهم للمجتمع بعد رحلة لابد لها وأن تكون مُكللة بكثير من الاهتمام بأن يركز على ما يحدث من خلفه، ولا عيب من إبداء الملاحظات بين الحين والآخر، فما يهم من الأمر كله هو توفير السلامة وتطبيقها على أرض الواقع، ولقد حرصت على أن يكون عنوان هذا الموضوع هذه المرة (ما الذي يحدث لأطفالنا في المدارس ولا ندركه؟)؛ كي أجذب أكبر قدر من الانتباه على مصير الأبناء، الذين لا يجدون رعاية كفاية، أو متابعة حقيقية، أو حتى من يُسخر نفسه وبجد؛ كي ينصت لهمومهم وهم من يبحثون عن صدر حنون يحتويهم ويشاركهم تلك الهموم الصغيرة التي يحملونها ولكن لم يجدوا من يتكفل بمهمة تخليصهم منها؛ فيتفرغوا لعيش لحظات لن يجدوا مثلها في المستقبل، وما هذا الذي ذُكر سوى أقل القليل عن بعض ما يعانون منه، فهل منا من فهم الرسالة؟ وأدرك ما يتوجب عليه فعله؛ كي يُنقذ الموقف؟من همسات الزاوية الثالثةما كان من الأمس دعه للأمس، وتفرغ لكل ما تعيشه اليوم (اليوم)، خاصة وأن الغد في علم الغيب، والتفكير به سيسرقك من لحظاتك، التي وإن مضت فستدخل حيز الماضي، الذي لا قدرة لك على تغييره أبداً حينها.