13 سبتمبر 2025

تسجيل

الصورة التي تستحق المحاكاة

29 مارس 2011

هي طبيعة هذه الحياة، وضريبة الوجود فيها بأن نجرب كل ما تفرضه علينا، وإن رفضناه، وذاك الأخير هو ما نعيشه، ونشعر به حين تضيق بنا الدروب لتُضيق علينا الخناق قبل أن نصل إلى ما نسعى إليه، ليكون من بعد ذلك قرارنا الذي لن يخرج عن حدود تلك الخيارات المحددة والمحدودة: فإما هو الاستسلام، وإما هو العزم وحُسن المتابعة، وعن هذا الخيار الأخير الذي يُشرفنا اختياره، فلاشك هو حديثنا اليوم إن شاء الله؛ لأنه ما نحب لأن يكون منا، تماماً كما كان من (أم خالد)، وهي تلك الشخصية التي يتشرف المرء بالتعرف عليها وإليها، للتعرف على كيفية تقليص الأمور فتبدو أصغر من حجمها الذي ظهرت به أمامنا. (أم خالد) هي شخصية مثابرة جداً تمثل المرأة القطرية المكافحة، يجذبك إليها عزمها على تكريس كل لحظاتها للتعلم في سبيل كسب الجديد والمفيد دوماً، فلا تقف العواقب أمامها لتُجمد تقدمها وتثبتها حيث هي بتاتاً، والدليل أنها حصدت تقدماً أكاديمياً عالياً رغم وجودها وسط ظروف عائلية صعبة جداً منها بل وعلى رأسها: ذاك الزوج الذي يتحكم به وفيه (حقده الدائم عليها)، وهي المصيبة التي تعاني منها الكثير من الزوجات اللاتي يحلمن بتحقيق كل أحلامهن البريئة، ولكنه ما لا يكون لهن بسبب الحقد الذي يكنه لهن أزواجهن، والذي يصدر عنهم لنقص يعانون منه، فتجدهم بذاك الحقد يتوجهون نحو ظلم زوجاتهم وبصور عديدة قد تبدأ بالتهديد، وتنتهي بالاعتداء الجسدي عليهن، والتعدي على إنسانيتهن، وهي تلك المراحل التي شهدتها (أم خالد) وهي في طريقها نحو تحقيق حلمها بالنجاح، ولكنها ورغم ذلك لم تذبل أمام تلك الحياة، بل صمدت معتمدة على الله في كل صغيرة وكبيرة، مستمدة قوتها منه وحده، والجميل في هذه الشخصية الرائعة (أم خالد) أنها كانت تحول وقع كل الضربات التي تلقتها لطاقة كانت تشحنها كل الوقت، فتبقى من بعدها واعية للتأكد من أن خطتها تسير في المسار الصحيح دون أن تنحرف عن جادة الصواب. بالنسبة لشخصية كشخصية (أم خالد) فإن حقد زوجها وشريك حياتها لم يكن العقبة الوحيدة التي واجهتها، ولكنه وفي الوقت نفسه كان الأكبر والأخطر، فكم هي معقدة تلك الحياة التي يشاركك فيها من لا يحمل لك في قلبه سوى (الحقد) الذي يسعى به إلى حجب رؤية المصير المشترك الذي يجمعكما ببعض، فهي تلك الحياة المشتركة ما تتطلب وعي كل الأطراف لضمان سلامتها دوماً، وضمان سلامة كل ما يتطلبه درب الوصول. وأخيراً (نعم) لم ندخل بتفاصيل حياة (أم خالد)، ولكن عكسنا جانباً مهماً من حياتها ألا وهو (تحملها لكل العقبات التي واجهتها بطريق النجاح وعلى رأسها عقبة التعايش مع من لا يمكن التعايش معه بسبب حقده الكبير)، وهو الأمر الذي تعاني منه الكثيرات وكما ذكرت سلفاً، ولكن الفرق أن هناك من خارت قواها في منتصف الطريق وحتى من قبل أن تتمكن من معرفة الشكل النهائي لحلمها، ولتلك الأخيرة فهي رسالتنا الأولى اليوم: فلتكن (أم خالد) هي الصورة التي تستحق لأن نسعى إلى محاكاتها، (نعم) قد يستنفد حقد من نحب كل طاقاتنا، ويقتل رغبتنا لمتابعة ما كنا نسعى إليه، ولكن (لا) لا يستحق ذاك الحقود منا الاستسلام وبكل سهولة والتخلي عن كل أحلامنا. أما رسالتنا الثانية فهي لذاك الحقود أياً كان وضعه بيننا: الحقد آفة تبدأ منك وتنتهي بك وفيك فالحذر الحذر. وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]