11 سبتمبر 2025

تسجيل

قرارات غير مسبوقة لمحكمة العدل الدولية

29 يناير 2024

جمهورية جنوب أفريقيا التي عانت كثيراً زمن الفصل العنصري وبالصبر والإصرار والعزيمة وبدفع أثمان باهظة تخلصت منه وهي أعلم من غيرها بمساوئه الكثيرة وبمعاناته، فقد أقدمت على هذا العمل الشجاع ورفعت قضية ضد إسرائيل ووقفت تلك المحامية الحسناء والفريق المُكلف بهذه القضية في محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، بعد أن وصلت أعداد القتلى والجرحى والمفقودين أعداداً هائلة، أضف إلى ذلك اعتماد سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات المختلفة التي تُعين على استمرار ديمومة الحياة بالإضافة إلى تخريب كل شيء في غزة واستهداف الجميع في هذه المحرقة بأسلحة أكثرها محرم دولياً! وطبعا كالعادة بمساعدة أمريكية وأوروبية ومن بعض الدول للأسف بعضها عربية وبدل الوقوف مع المظلوم وقفوا مع الظالم الذي لم يتوان عن فعل أسوأ الأشياء الاجرامية التي فاقت كل الحدود، ونحن نعلم بأن الدول العربية جُبلت على التفريط في حقوقها والتخلي عن أهم قضاياها كالقضية الفلسطينية لما تمثله من بُعد ديني. ففيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين والذي كان في يوم من الأيام قبلة المسلمين الاولى وفيه صلى رسولنا الكريم بالأنبياء الكرام عليهم السلام ومنه عُرج به إلى السماوات العلا، لكن لم نر الدول العربية رفعت قضية ضد إسرائيل وكأن الأمر لا يعنيهم واكتسبوا صفة المتفرجين كعادتهم أو بالتصريحات الجوفاء التي لا تسمن ولا تُغني من جوع!. أضف إلى ذلك أن الدول المُسماة بالدول الصديقة لم تجعل لهم أي اعتبار ولم تشفع لهم تلك الثروات الهائلة التي تقبع في بنوكهم سواء للدول أو الأفراد العرب والتي تدور في شرايين دولهم الاقتصادية والتي لو عمل بها طريق من الأرض إلى كوكب زحل لكفت! وهم يستفيدون منها أقصى استفادة لكن دون تأثير إيجابي في سلوك هذه الدول تجاه أهم القضايا العربية. ولو أرادوا حل القضية ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي طال أمدها لرأيت دولة فلسطينية مستقلة قائمة وعاصمتها القدس الشرقية منذ فترة تعيش بسلام بجانب دولة يهودية يعيش الجميع بلا حروب ومآس وقتل وتخريب بين كل فترة وأخرى ولا نسمع منهم إلا كلاما للاستهلاك الإعلامي فقط وحل الدولتين لكن مع وقف التنفيذ. فجنوب أفريقيا الشجاعة والتي حملت معاناة أهل غزة إلى محكمة العدل الدولية وصفعت إسرائيل وأنزلتها من فوق شجرة الحماية الأمريكية والغربية التي حمتها طول هذه السنين من المساءلة القانونية وأصدرت محكمة العدل الدولية هذه القرارات المهمة نصرةً للشعب الفلسطيني والتي أحدثت هزة في الكيان الصهيوني كالذي حدث في السابع من أكتوبر. وسوف يصدر قرار بإذن الله في المستقبل يُدين إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين مشابه لزمن المحرقة النازية ضد اليهود والذي ما زالت المانيا تدفع فاتورة ذلك بإحساسها بعقدة الذنب ولكن إسرائيل طبقت نفس الفعل على أهل غزة وربما زادت على ذلك.