25 سبتمبر 2025

تسجيل

محاسبة النظام السوري

29 يناير 2023

جاءت نتائج التحقيق الذي قامت به منظمة حظر الأسلحة الكيماوية واستمر نحو عامين، لتؤكد مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي على مبانٍ سكنية في مدينة دوما السورية في أبريل 2018 وأسفر عن مقتل 43 شخصا. وتأكيد تورط النظام السوري الدموي في هذا الهجوم ليس أمرا يثير الاستغراب، ذلك أنه امتداد لسلسلة طويلة من المجازر المروعة التي نفذها نظام الأسد واستخدم فيها السلاح الكيماوي، حيث شهدت الغوطة الشرقية أول مذبحة كبرى نفذها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس عام 2013، وهي مذبحة راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، وكذلك الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي استهدف بلدة خان شيخون في 4 أبريل 2017، وقتل فيه 100 مدني على الأقل، فضلا عن التقارير الحقوقية التي وثقت عشرات الهجمات بالأسلحة الكيماوية منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011. إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي خلص إلى مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الشنيع على مدينة دوما، يكشف للعالم مجددا بشاعة ووحشية هذا النظام عديم الضمير والإنسانية، الذي ما زال مستمرا في سياسة المجازر المروعة والأرض المحروقة والمدن المدمرة، متجاوزا جميع الخطوط الحمراء التي تفرضها الأخلاق، ويوجبها القانون. لقد ظلت دولة قطر تؤكد على الدوام أن أي حل سياسي في سوريا لن يؤدي إلى نتيجة ناجحة ومستدامة بدون محاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم الفظيعة، لذا كان موقفها، ولا يزال، هو الدعم الكامل للجهود الدولية الرامية إلى محاسبة النظام على جرائمه المروعة في حق الشعب السوري الشقيق، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيماوية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في شهر أبريل عام 2018، وضمان تقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية.