12 سبتمبر 2025

تسجيل

تكلم محمد الحيدر وقال: تكلم (2)

29 يناير 2013

ملازمة الحرص على الالتزام بتنفيذ الوعود هو الوعد الذي لا يمكن بأن يُطلقه إلا من يُقدر حجم مسؤولية قطعها تلك الوعود، التي تُلزم صاحبها بها وبضرورة تنفيذها لحظة قطعها وذلك لأن تنفيذها ترجمة صريحة لكل ما هو عليه، والطبيعي بأن يبحث الإنسان عن الترجمة الصحيحة له، فلا يُعرف عنه إلا ما يستحق بأن يُعرف وكما يُحب بأن يُعرف، وهو ما يعني بأنه ومن الأسلم بأن يتوخى الحذر حين يُطلق من الوعود أي شيء قبل أن يفعل؛ كي يتجنب ترجمة ما هو عليه بشكل خاطئ لا يُعبر عنه أصلاً، ولكنه ما سيلتصق به؛ ليرافقه كل الوقت حتى يأتي بما سيُزيح عنه تلك الترجمة التي لم تُعبر عنه بالطريقة التي يرغب بها. لقد بدأت حديثي هذا اليوم عن الوعود وقطعها حتى لا نقطع أنا وقلمي تذاكر رحلة بعيدة كل البعد عن حقيقة ما أريده لكم، وهو الخروج بالعبرة من قطع الوعود التي ذكرتها لكم سلفاً في غرة هذا المقال، والعودة لذاك الوعد الذي قطعناه بآخر لقاء جمع بيني وبينكم، حين دار الحديث عن نهاية محطة سابقة، وبداية محطة لاحقة ستكون لنا إن شاء الله لنا ذلك، وكان ضمن مقال بعنوان (تَكَلم محمد الحيدر وقال: تكلم)، والحق أنه المقال الذي خاض مراحل رحلة الخروج من الوضع الذي كنت أعيشه وبشكل خاص بـ (رحيل أبي رحمة الله عليه)، وما قد تجرعه غيري وبشكل عام، أي كل ما نواجهه حين نفقد عزيزاً علينا، تفقد معه حياتنا قطعة لا يُستهان بها؛ لنعيش لحظات صعبة تجعلنا بتلك الدائرة التي سندور فيها؛ لتدور من حولنا والحزن هو المُحرك الأساسي لكل ما نقوم به، ولا يجدر بنا سوى الخروج منها بسرعة هائلة تحمل على ظهرها أكبر قدر ممكن من الأرباح، وأقل ما يمكن من الخسائر التي نأمل بأن لا تخدش القلب الذي ينبض حباً للعطاء فلا ينضب ونحن معه. حقيقة فإن ما سينبض به هذا المقال هذه المرة هو ما قد جاء على لسان الحيدر الذي قدمت عنه نبذة مختصرة جداً المرة الماضية دون أن أخوض تفاصيله التي لن تستوعبها هذه المساحة، إذ أنه ومن السهل بأن نُعرف بشخص ما، ولكن من الصعب جداً بأن نكشف عن سجل إنجازاته العظيمة وبشكل يليق به، إذ أن عظم ما يأتي به أي عظيم من إنجازات لا تقوى عليه أنامل أي مبدع مهما كان إبداعه؛ لأن الإنجاز يتحدث عن نفسه بحروف محترفة تدرك تماماً ما تقوله للآخرين، وغير ذلك وإن بلغ من الخير مبلغه يظل ذاك القليل بحق ما هو أكثر. محمد الحيدر كما عرفته منذ (مدة) سحبتني إليها ولم تنسحب من الذاكرة هو مدرب تحفيزي حائز على جوائز تقديرية في فن (الإلقاء)، الذي لا يُجيده إلا من يسعى إلى المبادرة بتقديم ما يستحق بأن يُقدم، وعادة هذا النوع من الأفراد يكسب غيره ويجذبهم إليه بما يتمتع به من حلاوة القدرة على التواصل، الذي نطمح بأن نخرج منه بالمزيد، ويسهل تحقيقه معه؛ لأنه ومن الأصل الأكثر شغفاً بزرع الحماس في النفوس، والدليل على ذلك أنه قد نظّم وشارك في العديد من الخطابات التحفيزية والدورات التدريبية لفن التواصل والإلقاء وغيرها من مهارات تطوير الذات في مختلف أنحاء العالم، وهو ما قد سخره للعمل كخبير تحفيزي للمشاركين بمواسم البرنامج التلفزيوني (نجوم العلوم)، وكمقدم للكثير من الورش والدورات التدريبية التي تنصب في هذا المجال، وتهدف إلى تقديم العون الذي ينمو حين ندرك ماهية صناعة الوعي، وكيفية تطوير ما نحن عليه؟ والحقيقة أن تلك الورش والدورات كثيرة جداً وبفضل من الله، منها وعلى سبيل المثال لا الحصر: كيف نعلم أطفالنا حب القراءة، خاطري أكون، المتحدث الصغير، اصنع مستقبلك للناشئين، الإبداع، سوِّق نفسك، لغة الجسد، خدمة العملاء، مهارات الترويج، مهارات المبيعات، بالإضافة إلى دورات خاصة بالأطفال في قطر وبريطانيا، وغيرها من الدورات التي تبث في النفس روح مزاولة الحياة وبكل حب، والحق أن ما قد ورد كتعريف عن الحيدر وكما ذكرت سلفاً لا يُكتب بسهولة، والحديث عن الإنجاز بشكل عام، وما قد قدمه الحيدر وبشكل خاص للإنسانية، وهو ما يدخل ضمن مسار المساهمات والمبادرات الراقية التي لا يرقى إليها إلا من يسعى إلى ترك بصمة حقيقية على جبين الأيام، والحق أن ما يصل إلينا منها هو ما يساعدنا على التعرف عليها وفي أي مكان تُقبل عليه. في المقال أيها الأحبة وعدتكم بتسليط الضوء على الحلول التي نادى بها الحيدر؛ لتعود الأمور إلى صوابها بعد أن أعلنت جنونها معي، والحق أنه كل ما قد بادر به بعد أن طالبني والوضع ذاته مع كل من يواجه صدمة ما في حياته، بضرورة المواجهة لا الهروب من الواقع، بكلمات مُحفزة تجذبنا وتحثنا على العودة إلى المستوى الذي سبق لنا وان بلغناه، بدلاً من البقاء حيث نحن يكبلنا الحزن ونحن نرحب به دون أن نكبله؛ لننتهي منه ونبدأ بخطوات جديدة نحو حياة سليمة تنتظرنا وبكل شغف؛ لنحقق فيها كل ما سيُعبر عنا وعن كل ما نطمح ونسعى إليه. إن الحلول التي قد جاء بها الحيدر كان منها: 1 — (التنويم الإيحائي) الذي سيسمح بتغيير البرمجة التي تكونت في العقل وبعد عدة جلسات؛ ليحثه على القيام بما يجدر به القيام به ولكنه يظل مكبلاً ويحتاج لمن يساعده على التحرر؛ لتحقيق ذلك. 2 — (الإرشاد الشخصي) الذي يقدم لنا متابعة جادة وحادة لكل ما يتوجب علينا القيام به، ويحفزنا على القيام به دون أن نتهاون به أبداً، وذلك ضمن علاقة كعلاقة المعلم بطالبه الذي يخاف على مصلحته ويقسو عليه بشديد المتابعة من باب تحفيزه على تطبيق وتحقيق مفهوم الإنجاز الحقيقي. 3 — الكتابة التي سيخرج بها صاحبها بكل ما بداخله؛ ليكتشف من خلالها المسار الذي يسلكه والنهاية التي يمكن بأن يصل إليها. 4 — ترك كل شيء للزمن؛ كي يتولى مهمة عودة الأمور إلى طبيعتها، وهو ما يجعلنا نمضي ونمضي إلى أن نصل حيث سيكتب الله لنا ما هو لنا أصلاً تحفظه رحمة الله بنا. بصراحة فإن معرفتي بتلك الحلول من قبل عرضها لم تجبرني عليها، ولكن ولربما وبفضل تسليط الحيدر كامل الضوء عليها قد جعلني أفكر بها من جديد، ولكن بتزويد رغبة خاصة مني؛ لتصبح قاعدة أساسية ستسمح لحل من تلك الحلول بالظهور وهي رغبتي بـ (التطوع الإعلامي) والحق أن هذا التوجه ومن جديد أكبر من أن تضمه هذه المساحة، وعليه فسيتجمد حديثنا حتى يكون اللقاء القادم إن شاء الله، وحتى حين فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.