25 سبتمبر 2025
تسجيلمع استمرار الأزمة السورية وقرب دخول الحرب عامها الـ12، تظل مأساة أطفال سوريا، أكبر وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي فشل حتى الآن في الضغط على النظام السوري للوصول الى حل سياسي يضع حدا للأزمة المتطاولة والحرب التي أكلت الأخضر واليابس، بما يلبي تطلعات الشعب السوري وينهي معاناته الطويلة. ومع تمدد سنوات الأزمة، تستمر معاناة الأطفال في سوريا، وخصوصا أولئك الموجودين في مخيمات النازحين بالداخل ومعسكرات اللجوء بالخارج، حيث يعيشون أوضاعا أقل ما توصف به أنها كارثية، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة بأكثر من 6.5 مليون طفل في سوريا، وهو أعلى رقم جرى تسجيله منذ بداية الأزمة المستمرة منذ أكثر من 11 عاما، فيما يبلغ العدد الإجمالي للقتلى والجرحى من الأطفال منذ بداية الحرب إلى نحو 13 ألف طفل، ناهيك عن 2.4 مليون طفل على الأقل غير قادرين على ارتياد المدارس في البلاد، حيث اصبحت عمالة الأطفال في مخيمات النازحين تتجاوز، وفقا للأرقام الرسمية المعلنة من قبل العديد من المنظمات الحقوقية، 35 في المائة من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين. وبحسب التقارير الحقوقية فإن ما يقارب من 5 ملايين طفل في سوريا ولدوا بعد عام 2011 وهو ما يعني أن أجيالا من الاطفال السوريين نشأوا وهم لا يعرفون شيئا سوى الحرب والنزاع، وهم يدفعون فاتورة الثمن الأكبر للصراع ويتحملون وطأة هذا الصراع المأساوي، في حين يتفرج العالم والمجتمع الدولي بكثير من اللامبالاة والتجاهل لمعاناتهم الطويلة الأمد دون أن يقدم شيئا لحماية ومساعدة هؤلاء الأطفال سوى النذر اليسير، الذي لا يفعل شيئا سوى تعرية إنسانيتنا وهوان شعوبنا وقضاياهم لدى المجتمع الدولي.