10 سبتمبر 2025
تسجيللطالما كان القلب هو العضو الأهم الذي نعتني به عندما يتعلق الأمر بأجسادنا. هو العضو المقدس. العضو رقم واحد. ولا جدل في ذلك، فإذا توقف القلب، لا قيمة للأعضاء الأخرى! ومن المسلمات التي نأخذ بها ويعرفها صغيرنا حتى أكبرنا، بأن الدماغ من الأعضاء المهمة أيضاً، فبدون الدماغ نكون كالبطاطا أو الطماطم كما يقولون في الغرب، أي جسد بلا عقل. بلا فائدة. يتحدث الدكتور دانيال آيمن في كتابه (غير عقلك غير حياتك) عن أهمية المحافظة على الدماغ و تحفيزه. فالدماغ يشكل ٢٪ من وزن الجسد، ويستهلك ثلث السعرات الحرارية التي نتناولها يومياً! أي أنه أغلى عضو نملكه بعد القلب، إن لم يكن بأهمية القلب. فبدون العقل لا إدراك ولا فكر ولا وعي ولا مشاعر ولا ذاكرة. وبمحافظتنا على دماغنا وتحسينه وفق ما توصل إليه الدكتور آيمن، نُحسّن من جودة حياتنا ووظائف أجسادنا ونطيل من أعمارنا! ورغم اكتمال نمو الدماغ بسن ٢٥، إلا أننا نستطيع المحافظة على عقولنا وتحسين عمله طوال حياتنا بالطرق الآتية: أولاً، ممارسة الرياضة. فكلما زاد وزنك، صغر حجم عقلك! وبالتالي يجب علينا ممارسة الرياضة لتحسين عمل الدماغ والمحافظة على حجمه! ثانياً، اتباع حمية غذائية صحية. فما نأكله ونشربه يصل مباشرة إلى أدمغتنا، إن كان صحياً، سيساهم في عمل الدماغ بشكل سليم ومتوازن، وإن كان غذاءً سيئاً، سينعكس ذلك على عمل الدماغ وقدرته على الإدارك والتركيز، فالدماغ يرتبط مباشرة بالمعدة والأمعاء وفق دراسة أجراها علماء بجامعة ديوك الأمريكية. ثالثاً، النوم. العقل يحتاج الراحة كي يتجدد ويرفع من أدائه. ووفق الدراسات العلمية الكثيرة، فإن الانسان البالغ يحتاج سبع ساعات من النوم يومياً كي يحافظ على صحته وصحة عقله. رابعاً، إنشاء الروابط الاجتماعية. الانسان يحتاج العلاقات الاجتماعية لأنها تحفز عقله وتريح قلبه، وتبعد عنه الاكتئاب والقلق والتوتر الذي يؤثر سلباً على الدماغ وعمله. خامساً، التأمل والشكر. بالتأمل يومياً والصلاة والتقرب إلى الله بالشكر والعرفان، يتعافى الدماغ بكل هذه الأفعال الإيجابية التي تحافظ عليه وتحسن من عمله. سادساً، القضاء على الأفكار السلبية. فالأفكار السلبية، تبدأ كمشاعر ثم مع تكرارها والتمسك بها، تصبح حقائق لا مفر للدماغ منها، وبعد ذلك لا يكون للعقل سوى الانصياع لها والتدهور أمامها. أخيراً، تعلم أشياء جديدة. سواء أكانت هذه الأشياء أفكارا أو معلومات أو هوايات أو ألعابا أو لغات أو أياً كانت. المهم أن يكون أمراً جديداً لم يسبق للعقل أن تعرض له! بهذه الطرق، نستطيع المحافظة على عقولنا وتحسين عملها. و هذه من وصايا ديننا الإسلامي في الكثير من آيات القرآن الكريم. وقال العقاد في هذا الشأن: « لا يذكر القرآن الكريم العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية، بل تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة.» فيا أيها القارئ، تفقه وتفّكر واعقل، وحافظ على عقلك، أغلى ما تملك!