11 سبتمبر 2025

تسجيل

الراتب والمصروفات

28 ديسمبر 2020

يُقال نهاية كل شهر تحدث مشاجرة ترتفع فيها الأصوات والضرب والركل بين المصروفات والراتب الشهري، ودائماً المصروفات هي الجهة المعتدية، ودائماً ما يكون لها الغلبة في هذا النزاع غير المتكافئ، وطبعاً برفقة الكثيرين من الذين يمثلونها مثل مصروفات المدرسين وطلبات المدارس والخدم والسائق ومصروفات خراب سيارات العيال والمخالفات ومصروفات الجامعة للبنات والكماليات الخاصة بها ومصروفات الزوجة الأولى والثانية وكل يوم نواد ومراكز تجميل والماركة الفلانية والعلانية وفساتين للأعراس إلى آخر القائمة. وصاح الراتب بأعلى صوته آه يا ليت عندي أخوة كحال البعض، اثنان أو ثلاثة لكانت عندي عزّوة تسندني لأقف في وجه هذا الظالم إلى آخر الشهر عزيزاً كريماً وهذا الحمل الثقيل من ضرب المصروفات التي تفننت فيه ويزيد كل يوم. والمشكلة لا أحد يحس بما أُعاني ف الحمد لله والشكر بأن الدولة تتفهم الوضع وشرور ارتفاع الأسعار هذا اللعين هو الآخر يخنقني ولم تزد الدولة من معاناتي بفرض رسوم جديدة، كذلك زادت معاناتي بعد أن ماتت أم صاحبي وأنقطع عني قريبي راتب الشؤون الذي كنت ألجأ إليه وقت الشدة إذا اشتد الهجوم علي وزادت لكمات قائمة الطلبات اليومية. كذلك أنقطع راتب أبو صاحبي بموته والذي كان هو الآخر يمثل لي الشيء الكثير وبرغم أن الدولة ضخت في جسدي خليطاً من الفيتامينات والمنشطات لدعم جهازي المناعي لكي يصمد إلى آخر الشهر فإن التجار بثوا سموم طمعهم وجشعهم وأوبئتهم المهلكة التي أكلت جسدي وأضعفت من بنياني العام، ولكن لا يسعني إلا أن أشكر الله على كل الأحوال إذا ما قارنت وضعي بوضع الآخرين في كثير من الدول. وأتمنى من الجهات المعنية أن تبتعد بُعد المشرقين عن المغربين وألا تفكر بجيب صاحبي وتزيد من معاناتي، ف إذا أرادت أن تزيد من دخلها والذي يتطلب ابتكار طرق وإيجاد موارد أخرى لابد ألا تمر على جسر صاحبي فهناك مجالات كثيرة أُخرى مربحة. ولكن وجد بعض المسؤولين أسهل طريق هو التفكير في فرض الرسوم حتى ولو على استحياء فرواتبهم مكتظة بالشحوم واللحوم فمثل رسوم التمتع بالبر والتخييم، فالبر لا خضرة فيه ولا مروج ولا أنهار ولا أزهار، فأين تذهب الناس حتى المطر انقطع والذي يمثل ثروة كبيرة نتمنى من الله أن ينزل علينا من بركاته؟، كذلك أن يمن علينا بارتفاع أسعار الثروة المعدنية وتطيب جميع أمراض الميزانية ولو أن الشرير كوفيد - 19 أنهكها ونراها تلد لنا غلاماً جميلا الذي ننتظر قدومه إن شاء الله بفارغ من الصبر ونسميه الفائض في الميزانية وألا نرى السيدة الميزانية العامة تعاني من الوحدة ويملي عليها الفائض البيت بالفرح والسرور. [email protected]