21 سبتمبر 2025

تسجيل

ثمرة الفشل السعودي

28 ديسمبر 2018

رياح التغيير الوزاري التي هبت بالأمس على السعودية، جاءت لتعكس (الفشل السعودي المزري) في توجهاتها السياسية في معظم الملفات والقضايا الاقليمية والدولية ؛ وعلى رأسها مؤامرة حصار قطر التي عكست النوايا الشريرة والدفع بالمنطقة نحو مزيد من التفتيت والتشرذم؛ اقتلعت الرياح أمامها العديد من رموز واذرع النظام ؛ ورغم ذلك تطرح عملية التغيير تساؤلا مهما وهو: هل نحن امام محاولة تبديل جلود أو تجميل لوجه النظام الذي ارتكب حماقات سياسية ورطته في عدة جرائم وأغرقته فى المستنقعات، بدءاً من الحرب العبثية على اليمن وما نجم عنها من جرائم حرب مرورا بمؤامرة حصار قطر وتقطيع لأوصال العائلات الخليجية فى انتهاك للمبادئ الإنسانية وإهانة للقيم والأخلاق العربية؛ وصولا إلى جريمة اغتيال جمال خاشقجي التى أسقطت معها ما تبقى من أوراق التوت عن جسد النظام السعودي. المؤكد أن رياح التغيير السعودي انما جاءت بعد أن وجدت المملكة نفسها محاصرة بعواصف» الانتقادات والتنديدات» التى هبت من عدة عواصم نحو قصور الحكم فى المملكة ؛ معلنة رفضها لما ترتكبه السعودية والتحالف من جرائم حرب فى اليمن وادانتها لمؤامرة حصار قطر وتداعياتها ؛ وأخيرا التنديد بجريمة ذبح خاشقجي واخفاء جثته فى مسرحية دموية مرعبة؛ فتحت سيناريوهاتها المريضة وحواراتها الانتقامية المشحونة بالخسة وغياب الضمير على المملكة أبواب جحيم الاتهامات بلا حدود من الاصدقاء والأعداء على حد سواء وما زالت تثير العديد من التساؤلات على الساحة !! لا شك ان تصدر عادل الجبير لقائمة الوزراء والمسؤولين المٌطاح بهم هو ثمرة طبيعية لحالة الفشل الدبلوماسى التى غرق فيها منذ مجيئه الى كرسى الوزارة واغرق معه المملكة فى كثير من المواجهات والازمات الاقليمية والدولية، ففضلا عن رعونته و»ارتباكه وتلعثمه» في التعامل مع ملف الازمة الخليجية وتداعياتها المؤسفة؛ عجز الجبير عن التعامل مع سيل الانتقادات الموجهة الى الرياض على انتهاكاتها لحقوق الانسان، وكانت النتيجة ان وضع بلاده في مواجهات وازمات مع كثير من العواصم الغربية.