27 أكتوبر 2025
تسجيلاصفر وجه الأديب الكبير، وشعر ببعض التوتر، وهو يكتب صفحات من روايته الجديدة، وشعر ببعض الآلام في أمعائه، ولم يكن ذلك نتيجة معاناته في الكتابة، إنما كان ذلك نتاج رغبة طبيعية بدخول الحمام. في الفصل العاشر، كان بطل الرواية فارس، سيقتحم بيت عشيقته سرًا، بالاتفاق معها، وعندها سيكتب الأديب الكبير الكثير من الوصف الحسي الذي يروقه، ولن يترك شاردة وواردة جنسية، إلا سطرها على لوحة مفاتيح الكمبيوتر. بعد أن كتب كلمتين، من الفصل العاشر، فجأة وبلا مقدمات، انفجرت شاشة الكمبيوتر، وحجب دخان أسود كثيف الرؤية للحظات، ارتعب الأديب وسقط على الأرض، وتناثرت قطع الزجاج، والأدوات المكسورة في كل مكان.ارتاع الأديب وهو يشاهد رجلا يجلس أمامه، فخاف كثيرا، وأراد أن يسأله عن شخصيته، وكيف دخل، لكن صوته اختفى، تماما، لم تكن هيئة الرجل الغامض غريبة على الأديب، كان فيه شيء مألوف، خاصة مع قميصه الوردي، وبنطلون الجينز الأسود، هل رآه قبل ذلك؟!! قال الرجل الغامض بغضب مكتوم: أنا فارس أيها الأديب، الشخصية التي ابتكرتها في روايتك، وكتبت عني نحو 9 فصول حتى الآن، وما زلت تواصل بذاءاتك!!نهض الأديب وقال: بذاءاتي، إلا أن فارس لم يدعه يكمل، وبادره قائلا: بالله عليك، 9 فصول، و9 نساء أرتكب معهن المنكر، وأشرب الخمر في كل حين، لقد جعلت أبا جهل بالنسبة لي أكثر تقى وورعا، لماذا تحرك شخصيتي بهذا الاتجاه البذيء؟!!تمتم الأديب بكلمات غير مفهومة، ثم قال: هذا واقع الحياة، من هو في مكانك، وطبقتك الاجتماعية، يعرف النساء، ويشرب الخمر، الأمر طبيعي تماما!صرخ فارس في وجهه، وقال: إن كنت تدعي الواقعية، ولأجل ذلك، تصف العري، والإباحية، بتفصيل مقزز، فلماذا لا تصفني أثناء تناول طعامي، أو حتى وأنا أقضي حاجتي، أليس ذلك مما يفعله كل الناس؟!!، أم أن الواقعية لا تبدو كذلك إلا مع الجنس الفاضح، وقلة الأدب، تبا لك!هز الأديب رأسه، ولم يقل شيئًا، لكن رغبته بدخول الحمام زادت جموحا، في حين تابع فارس: بل أنت وأمثالك من أدعياء الأدب والثقافة، تريدون أن تبيعوا رواياتكم فحسب، حتى لو كان ذلك على حساب الأخلاق، أو حتى القيمة الفنية الأدبية.