20 سبتمبر 2025

تسجيل

المأساة الإنسانية في سوريا

28 ديسمبر 2016

تشكل المأساة الإنسانية في سوريا، وما يتخللها من جرائم، تتجلى أبشع مظاهرها في الحالة الكارثية بحلب؛ هاجسا يؤرق أصحاب الضمائر الحية، ويستدعي التدخل الدولي العاجل لمواجهته، وهو ماشدد عليه سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، في اجتماعه أمس الأول مع سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا الشقيقة، وما أكدا عليه من ضرورة تنسيق الجهود لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المدن السورية، ودعوة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه إنهاء المأساة الإنسانية وحماية المدنيين من القصف الوحشي المستمر من قبل النظام.وإذ تتمسك قطر بموقفها السياسي الحازم في هذا الشأن، تواصل جهودها الإنسانية على الصعيد الميداني؛ فبعد أن ألغت الاحتفال باليوم الوطني تضامنا مع الأشقاء في حلب، وأطلقت حملة "حلب لبيه" في هذه المناسبة الغالية؛ ستنظم اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة بالتعاون مع دار الباهي للمزادات، يوم الإثنين المقبل، المزاد الخيري للتبرعات العينية لحملة "حلب لبيه"، بالحي الثقافي (كتارا)، وسيتضمن المزاد معروضات تاريخية ثمينة ونادرة.حلب تعيش مأساة إنسانية حقيقية، آخر مظاهرها نهب بيوتها وتفريغها من محتوياتها، بعد تهجير سكانها، وهو أمر ينبغي ألا يفوت كزوبعة عابرة، بل هو أمر يستوجب التوثيق والمحاسبة، وهو مايؤكد الحاجة الماسة لإنشاء الآلية الدولية المستقلة التي اقترحتها قطر لتوثيق الجرائم والانتهاكات في سوريا، ومحاسبة مرتكبيها، كخطوة أولى نحو ضمان تحقيق العدالة للشعب السوري.