15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذا العنوان هو عنوان مسرحية كويتية تاريخية، قدمت في عام 1975م، وهي من الأعمال المميزة في تلك الفترة، حيث إن قصة المسرحية مأخوذة من حكايات ألف ليلة وليلة وتدور قصتها حول قصة حاكم اختار مساعدين له من الرجال غير ذي الكفاءة، فقاموا بأعمال السلب والفساد والظلم والخداع، وذلك للمحافظة على مناصبهم، فبدأوا بتلفيق التهم للأبرياء وزجهم بالسجون وتشكيل مراكز قوى خطرة داخل الدولة، وكل هذا حاصل والحاكم على غير علم بما يدور حوله، لاعتماده على أولئك النفر، ووضعه ثقته فيهم لكنهم – للأسف - خانوا الأمانة. ونستحضر في هذا المقام الحديث الشريف الذي يحذر من أن يوكل الأمر إلى غير أهله الجديرين به، وأن يرتقي المناصب والمسؤوليات من ليس أهلا لها، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي- صلى الله عليه وسلم - فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِي فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: "أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ"؟ قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ". قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ:" إِذَا وُسِّدَ الأمر إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".- إذا حاولنا قراءة هذه المسرحية في زماننا هذا، خصوصا..زمن الجبروت والظلم.. زمن تُسلب من الناس حرياتهم.. زمن تسرق فيه ثروات وخيرات البلاد.. زمن يتصارع فيه أبناء الأسرة الواحدة للسيطرة على صنع القرار.. زمن يوسد فيه الأمر إلى غير أهله.. زمن يتم فيه حماية سراق المال العام. إن الناظر لحال كثير من الدول يجد فعلاً ما نراه على خشبة مسرح الحياة، فإن زوال النظام والحكم يعود بالأساس على من وثق فيهم الحاكم، فهو يوهم الحاكم بأنه الناصح الأمين وأنه الحارس القوي على البلاد، وعندما يصل إلى هدفه يبدأ بالتطاول والجور على عباد الله، تجد هذا الشخص لا يملك لا ديناراً ولا درهماً قبل توليه منصبه، ثم يصبح - بقدرة قادر- وفي زمن قليل- من أهل الثروة والمال، وللحفاظ على نفوذه يُقلد المقربين منه المناصب حتى تتم السيطرة الفعلية له على مدخرات ومقدرات البلاد.فيضع على المالية من ليس بأمين على خزائن الدولة، ويضع على الأمن من يظلم الناس ويبطش بهم، ويولي العدل والقضاء من هم خانوا القسم والعهد وفقدوا المصداقية، وهكذا يستمر العمل المسرحي على الخشبة ولن يتوقف التمثيل على الأمة إلا بإلغاء هذه النصوص الهزيلة، واستبدالها برواية صادقة تخطها أقلام الشعوب الصادقة الحية.أما إن ظل الوضع على ما هو عليه، من استمرار أولئك الذين لا يرقبون في مصالح البلاد والعباد إلا ولا ذمة ولا ضميرا ولا وطنية، واستمرار غفلة الشعوب ونومها الذي يعد سببا أساسيا من استمرار مثل هذه الأوضاع، والتي تذكرنا هذه الحال بحال من عناهم أمير الشعراء أحمد شوقي بحديثه عن أمثال هؤلاء بقوله في مسرحيته" (مصرع كيلوباترا) ووصفه دخول ملكة مصر البطلمية مع عشيقها "مارك أنطوني ديون" إلى الإسكندرية مدعين نصرا على أسطول "أوكتافيوس":اسمع الشعب (ديون) كيف يوحون إليهملأ الجو هتافا بحياة قاتليهأثر البهتانُ فيه وانطلى الزور عليهيا له من ببغاء عقله في أذنيه…!!للأسف هذا حال أكثر شعوبنا، وهذا حال كثير من مسؤولينا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.في النهاية نقول من منطلق النصيحة العامة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم: على الحاكم أن يختار القوي الأمين الذي يضع المصلحة العامة فوق مصلحته الخاصة، لأن الحاكم عن طريق مساعديه يستطيع المحافظة على حُكمه وقيادته للبلد. وإن لم يحدث هذا، فلننتظر جميعا الوعد المحقق الذي أشرنا إليه في بداية المقال: "إِذَا وُسِّدَ الأمر إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".اللهم ألطف بنا، وارحمنا.