15 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تولى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم في وطني الغالي الكويت كانت أولى الخطوات هي زيارات الإخوة والأشقاء والسند في دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه أبلغ رسالة أن هذه الشعوب مصيرها واحد وارتباطها واحد وبقاء أي دولة هو بقاء باقي المنظومة الخليجية وزوال أي دولة، لا سمح الله، زوال الباقي، لذلك نجد هذه الزيارات في بداية تولي حضرة صاحب السمو مقاليد الحكم. ومن الزيارات كانت لقطر الحبيبة بحكامها وشعبها وكانت حفاوة الاستقبال واضحة من سرب الطيران المرافق لطائرة صاحب السمو وكذلك وقوف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر على رأس المستقبلين والسلام الخاص بتقدير الصغير للكبير وهذا ما تعودنا عليه حكاماً ومحكومين. إن العلاقات بين الكويت وقطر ليست علاقات سياسية ولا علاقات اقتصادية ولا علاقات عسكرية، بل العلاقة أسمى من ذلك كله، علاقة ارتباط وأسرة واحدة، هذه العلاقة التي تجدها في روح الصغير قبل الكبير. لم تكن العلاقات بين البلدين يوماً من الأيام علاقات دبلوماسية ومجاملات أو مصالح شخصية، بل كانت هناك محطات أثبتت أن هذه العلاقات أخوية كما حدث في أزمة الخليج والغزو الغاشم وكذلك الأزمة الخليجية التي وبفضل الله انتهت ومن ثم الدور المحوري للكويت في المحافظة على أي خلاف أخوي داخل البيت الواحد وعدم توسعه. لذلك فدور قطر وباقي دول الخليج في غزو الكويت عندما أقدم النظام العراقي السابق في الثاني من أغسطس 1990م على ارتكاب جريمة غزو دولة الكويت واحتلالها، سارعت دول مجلس التعاون ومنذ الساعات الأولى بالتحـرك من منطلـق أن أي اعتـداء على أي دولــة عضـو هـــو اعتداء على جميع دول مجلـس التعـاون. ومثَّلـت دول المجلـس نواة التحـرك السياســي والدبلوماسـي الرافض للعدوان ونتائجه، والمطالب بالانسحاب بلا شروط، وكان هذا القرار لا تردد فيه حتى لو كلفهم بقاءهم كمنظومة خليجية، ويمثل مشروع (محور صباح الأحمد) الذي أنشأته قطر وشكَّل شرياناً حياً للطرق مثالاً آخر في عمق الروابط بين الدولتين وتعبيراً من الشقيقة قطر للدور البطولي الذي قام به المغفور له بإذن الله في المحافظة على اللحمة الخليجية. إن العلاقات الكويتية ـ القطرية علاقات وطيدة ومتجذرة على كافة المستويات، حيث ترتبط دولة الكويت مع دولة قطر الشقيقة بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف.