12 سبتمبر 2025
تسجيل"محدش بياكلها بالسّاهل" صدقت ريّة صاحبة أشهر جرائم القتل في مصر وأقدمها، فأكثر أمور الحياة لا تأتي بسهولة، كل شيء يريد المقابل والجهد وأحياناً يريد أكثر من هذا كله. لا أعرف هل هو تعقيد البشر أم هي هيكلة الحياة هكذا منذ خلقنا!. قد نكون أفضل من غيرنا وهذا أكيد، فنحن بخير برغم الصعوبات والتعب والقلق، ننعم بصحة وعافية وستر بفضل الله وبالأمان، فمجرد أن تغلق بابك عليك مطمئناً أن لا أحد سيعتدي عليك أو على عرضك وبيتك، هي قمة الراحة والسعادة. فالخوف شعور قاتل، قادر على سحق أقوى الموانع وأشدها قسوة، إذن الشكر والامتنان لله واجب يجب ألا يفوتنا أو لا ننساه للحظة مهما انشغلنا وتشاغلنا. برغم التعب واللهاث والخوف والقلق والإخفاق والنجاح، إلا أن لكل شيء متعة خاصة، تتضح متى ما استشعرنا قيمة سلوكياتنا، وما نعمل تجاه حياتنا من تعامل وتعايش مع من حولنا وأعمالنا، ومتى ما لمسنا نتائج ما نقدمه معنوياً ومادياً. منذ فترة قريبة داخلني الشيطان بوسوسته فغرقت في كآبة مخيفة، ردمت كل ذلك الطموح الذي تميزت به وناضلت من أجله، فالتفكير في الغد وما سيحمل لي أصابني بخوف رهيب وقلق ساذج حولني في ليلة وضحاها إلى كتلة صامتة تتحرك في مدارات ضيقة ومشوشة، حتى استجمعت نفسي في ليلة مناجاة بالله، أصبحت بعدها أفضل وأكثر هدوءًا، وبعد تأمل طويل توصلت إلى أن الثقة بالله أولاً ثم بالنفس هي أهم الخطوات التي ستعيد خطواتي إلى مسارها. الثقة، وتأمل الخير مفتاح سحري، يفتح الأبواب المغلقة وإن تأخرت، يغيران طعم الحياة ويمنحانا الشعور الأفضل تجاه الحاضر والمستقبل، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (تفاءلوا بالخير تجدوه) وصدق رسولنا الكريم، عشت شخصياً تجارب افترضتها بيضاء وخير وأقبلت على كذلك، ومتأكدة أن كثيرا منكم حصل معه ذلك، صحيح أن هناك أمورا تعاكسنا وقد تخيب (هفواتنا) لكن متى ما اعتبرناها امتحانا من الله وتعاملنا معها بصبر وحكمة ودفعنا سوادها إلى الخلف كلما عشنا بشكل أفضل. جميل أن نفكر في المستقبل ونكرس جهودنا لتحقيق شيء أفضل له، ولكن الأجمل أن نتعايش مع حاضرنا على حقيقته وبساطته، فنحن لا نعرف ماذا يحمل لنا الغد، ولا نعرف متى سنرحل، لذا أن تشقي نفسك في التفكير الدائم بالمجهول ستكون قد حكمت على نفسك بإهدار صحتك ووقتك وأجمل ساعات حياتك. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. شارفت السنة الميلادية على الانتهاء، ولم يبق منها إلا القليل، سترحل وستأخذ معها كل ما أتت به، وربما قد تأخذنا معها، لا ندري، رحيلها سيكون فرصة مناسبة لفتح صفحة جديدة مع الذات، ومصالحة للنفس، ومراجعة لكل خطواتنا التي فقدنا بعضها في لهاثنا الأناني. فسنة جديدة ستأتي وكم أتمنى أن تكون جديدة فعلاً علينا جميعاً، نغير فيها ما يستحق التغيير، باتخاذ قرارات حاسمة وجريئة، وأن نبدأ بتنفيذ أحلامنا مهما كانت بعيدة ومستحيلة، فالمحاولة جزء من السعادة، فعلى الأقل عندما لا تصل لشيء ستقول، لقد حاولت، ولا تنسى (محدش بياكلها بالساهل ).