12 سبتمبر 2025
تسجيللا يعيش في الذاكرة إلا ما يستحق البقاء، ولا يستحق (البقاء) سواه ما يملك السبب يبرر بقاءه عالقاً في الذهن، وما ذاك الأخير (الذهن) سواه ما يعكس تلك الخيارات التي تحدد ما نكون عليه بحسب ما يكون فيه، وما ذاك الذي يكون فيه سواه ذاك الذي نتركه ليعيش في الذاكرة، وهو الأمر الذي يعود بنا من جديد إلى نقطة البداية، وهي تلك التي تخبرنا بما يستحق البقاء فعلاً. هناك الكثير من الأمور التي تظل صامدة وإن تعرضت لصدمات تحرص على موتها، كالمعاني الجميلة التي غُرست فينا، والتي يتمتع بها كل واحد منا ولكن بقدر، لا يُقدره حق قدره سواه صاحب الشأن، وبشأن المعنى الجميل الذي سنلقي عليه الضوء اليوم، ألا وهو ذاك الذي كان منا بآخر لقاء جمع بيننا، لكنه لم يكن ليُختم بسبب حاجته الماسة لمساحة أكبر من الزمن، فهي ذات الكلمات تعود لتطل عليكم من جديد من باب التذكير فإليكم: "إن التقدير الذي سنختم به هذا المقال هو من نوع آخر، كان لضرورته التي كانت حين تبعثر تقدير الجهود التي تبددت دون أن يلمحها من يتوجب عليه ذلك، وذلك من خلال الإحساس بها وبكل ما تقدمه وبكل إخلاص دون تردد أو تهاون، فهناك الكثير من الطاقات التي تبادر بالعطاء دون أن تنتظر ثمناً لكم العطاء الذي تكرمت به سواه القليل من التقدير، ذاك الذي تفوح منه رائحة الاحترام. الطاقات التي نخشى عليها المعاناة من شُح التقدير، وما يتبعه من مشاعر تُعيب ذاك الوضع أكثر وأكثر". يعود بنا الحديث هذه المرة إلى نقطة يتوجب علينا الوقوف عليها، وما فعلت ذلك إلا لعظيم شأنها، ولك أن تتخيل كيف يُدهس القلب الذي لا يدرك سواه معنى العطاء؟ حين يعطي ويعطي ويعطي ويستمر بعطائه دون أن يلتفت برأسه ليبحث عن قلب يقدره كـ (قلب التقدير)، الذي يبث فيه من الحماس ما يكفي؛ ليعبر عن مدى تقدير من حوله لطيب ما يُقدمه أياً كان. لن نفر بكلمات التقدير وشحذ التقدير بعيداً عن جوهر الحديث، وهو ما قد يكون فعلاً، لكننا سنكتفي بوضع رموز تذكرك دوماً بضرورة فعل ذلك مع من هم حولك حين يعطون ويبذلون بالعطاء، وعليه فإن لك منا التالي: 1. حين تستيقظ وتستوعب أن هناك من يقدم لك معروفاً، دَون اسمه أمامك على ورقة (ما). 2. خصص من وقتك وقتاً؛ لتعرف ما قد يرضيه منك لتقدمه وبكل حب، دون أن تترد بتقديره، وإن لم تجد من يُقدرك يوماً (ما). 3. نفذ خطة التقدير فوراً، كي تدعم ذاك العطاء لينبض دون أن ينضب. 4. كرر تلك الخطوات من جديد مع قلب لربما سقط من حساباتك سهواً؛ لأنه وإن تظاهر بعدم اهتمامه إلا أن تقديرك له سيشعله فرحاً، وسيبث فيه سعادة لا شك تُرضيه. 5. حين تُقدر غيرك، سيسعى غيرك إلى تقديرك وما تقوم بعمله. عن التقدير وعن تقديري لمعنى التقدير، فلقد رأيت ضرورة تقدير جهود الفاضلة الدكتورة بتول خليفة عن كل ما بذلته، ومازالت تبذله من أجل بث التوعية السليمة في عروق المجتمع؛ لتستمر الحياة، ولكن بشكل أفضل. وأخيراً فإن ترجمة واقع الحياة وما يقع فيها على كل من حولي رغبة قد تجاوزت حدود الرغبة لتصبح واجباً سنلبيه أنا وقلمي من خلال الزاوية الثالثة التي سنطل بها ومن خلالها عليكم بتاريخ 2011.1.1 فكونوا معنا ليكون المعنى منها وفيها، وشاركونا بكل ما يهمكم طرحه لمناقشته، فهي (الزاوية الثالثة) منكم وعنكم ولكم. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]