17 سبتمبر 2025
تسجيلنعم، ولا يمكن أن ننكر بأن الجيل القادم يواجه خطرًا في تكوين شخصيته وهويته نتيجة لِكم المعلومات والمحتوى المتناقض الذي يتلقاه سواء في المنظومة التعليمية خاصة المدارس الخاصة أو ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي التي أدمن عليها هذا الجيل، ويمكننا التنبؤ بذلك نتيجة انبهار صغار السن بكل برامج التواصل الاجتماعي وتعلقهم في برامج مثل التيك توك واليوتيوب والسناب شات، حيث نجدهم يتابعون شخصيات غير محددة التوجه خاصة الغرب، ويدخلون تحديات افتراضية قد تتسبب لهم بالأذى ويلعبون بألعاب توصلهم للانتحار ناهيك عن المشاكل النفسية التي يصابون بها وثقافة الاستهلاك التي أدمنوا عليها، ورغبتهم في الشهرة مهما كان الثمن وتمردهم على العادات والتقاليد الإسلامية التي باتوا يرونها رجعية وتَخّلفا، حيث سادت مفاهيم خاطئة مع الايام قد تُجردهم من الغيرة والحياء وسيصبح كل موقف وكل أمر عاديا وسيدفعهم الفضول للتجربة مهما كلفهم الأمر. بعض الأهالي للأسف أصبحوا يشجعون أبناءهم على متابعة تلك الثقافات الغربية، ولكي يشغلوهم عن كثرة الطلبات نجد أن كل طفل متعلق في هاتفه وفي عالمه غير المقيد ويتابع شخصيات ربما تُسمم أفكارهم دون وعيهم، ناهيك عن الابتعاد عن اللغة العربية، نظراً لأن الثقافة السائدة هي الانجليزية، وصُدمت قبل أيام عندما كنت في أحد الأماكن العامة وسمعت الاطفال يتحدثون مع أمهم باللغة الانجليزية وسألتها الطفلة ما معنى إن شاء الله بالانجليزي، والصدمة كانت في ترجمة الأم حيث ردت عليها ( We hope ) في حين كان يجب أن تذكر لها عندما يأذن الله، فكم من المفاهيم المغلوطة التي يتربى عليها الأبناء في البيت ويتلقونها من المدرسة ومواقع التواصل تجعل ثقافته العربية والإسلامية مهزوزة، بعض الأهالي يتباهون بأن أبناءهم في المدارس الأجنبية ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة في حين أنهم لا يحفظون سورة قرآنية ولا يعرفون أبسط أركان الإسلام!!. نلاحظ أن الأطفال أصبحت تطّلعاتهم كبيرة ولا يعيشون سنهم فنجدهم يبحثون عن الماركات ويتابعون حسابات الكبار الذين يتحدثون في مواضيع كثيرة وبجرأة، فيتعلم منهم الصغار كلمات نابية وسلوكيات غير مقبولة وجرأة لم نعهدها. هل من حلول لهذه المعضلة أم أننا دخلنا في نفق مظلم لا نهاية له! هل يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يغرق الجيل القادم في مستنقع الأفكار الهادمة والسطحية ويبتعد عن هويته الإسلامية العربية، هل يمكن أن تتعاون العائلة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والمجتمعية لوقف هذا الغزو الفكري الهّدام، أم نترحم على الأمة الإسلامية وندعو الله أن يثبتنا ولا تجرفنا العاصفة وننجرف إلى حيث لا رجعة! •التعّرف على الثقافات الأخرى يزيد من معرفتنا، ولكن من غير المقبول الإنسلاخ من ثقافتنا وعاداتنا نهائياً وتبني أفكار تافهة وتقليد شخصيات لا تظهر حجم معاناتها النفسية أمام الكاميرات. [email protected] @amalabdulmalik