18 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. القوة الحقيقية الداعمة والناعمة

28 نوفمبر 2018

علاقات قطر وتركيا تستحق أن تكون مثالاً يحتذى به في العالم في العلاقات الدولية التقارب القطري التركي عزّز من مكانتهما الإقليمية والدولية قطر وتركيا تنفتحان على العالم ودول أخرى تنكفئ على نفسها إنجازات قطر المبهرة وسياساتها المثمرة رسالة على المستويين الإقليمي والدولي دول العالم تسعى لتوثيق علاقاتها مع قطر والاستفادة من دورها الإيجابي والتنموي دولة قطر تقدم ما لديها دون شرط أو قيد ولا تسعى لفرض أجنداتها على أحد تفعيل الاتفاقيات بين قطر وتركيا لها بالغ الأثر على التقارب بينهما وبين شعبيهما أنهى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زيارة رسمية إلى تركيا الشقيقة أمس الأول.. وقد شهدت الزيارة اجتماعا بين حضرة صاحب السمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، وقد ترأسا اجتماع الدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، التي عُقدت في قصر السلطان وحيد الدين في اسطنبول، وأثمر الاجتماع عن التوقيع على اتفاقية وعدد من مذكرات التفاهم بين البلدين. وما يجمع بين البلدين في الوقت الراهن أكثر بكثير مما يجمع بين دولتين في العالم، فقد أثبتت الأحداث وما مرت به المنطقة من هزات وأحداث كبيرة، قوّة وصلابة في الموقف لدى كل من دولة قطر وجمهورية تركيا، وما العلاقات التي تم بناؤها وتقويتها خلال السنوات القليلة الماضية بين الدولتين؛ إلا استكمالا لمسيرتهما الواضحة في تعاونهما وتقوية أواصرها بما يخدم مصالحهما سواء إن كان على المستوى الرسمي أو الشعبي، فما حدث في تركيا من محاولة انقلابية فاشلة في 2016م، ووقوف دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا مع حق الشعب التركي في الذود عن اختياراته وحكومته التي تمثله؛ إلا برهانا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وما موقف جمهورية تركيا قيادة وشعبا من الأزمة الخليجية وحصار دول الحصار لدولة قطر إلا برهانا آخر على تفعيل الاتفاقيات على أساس الاحترام المتبادل بين الجانبين، مما كان له أبلغ الأثر على التقارب الكبير بينهما مما كان له أبلغ الأثر على شعبيهما الكريمين. وتتراكم الأحداث ويتم رؤية المواقف المشرفة لكلا الدولتين في المواقف الواضحة والصريحة التي لا لبس فيها في المنطقة والعالم أجمع، فعلاقات الدول تُبنى بالتقارب والعمل على المصالح المشتركة وتقويتها بما يخدم العلاقات البينية، وذلك بتسهيل كافة الإجراءات وإزالة كافة العوائق، وهو ما كان له أبلغ الأثر على وجود نموذج قوي للعلاقات بين قطر وتركيا، والتي تستحق أن تكون مثالا يحتذى به في العالم في العلاقات الدولية، وقد برهنت الأحداث التي مرّت وتمرّ بها المنطقة على صلابتها ونجاحها وتفوقها على كثير من الأمور التي تمت حياكتها من قِبل بعض الأطراف الدولية، والتي ليس من مصلحتها التقارب القطري التركي الذي يُعزز من مكانتهما الإقليمية والدولية، مما جعلهما قبلة للشعوب ولأصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات في العالم، بل إن انفتاح دول العالم ازداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة؛ في حين قلّت علاقات دول أخرى دوليا؛ بل وصل بها الأمر إلى أنها انكفأت على نفسها ولم يعد لها مكان أو قبول لدى دول وشعوب كثيرة في العالم. شكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دولة قطر على مواقفها تجاه تركيا في أحلك الظروف، وكان رد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بأنه «واجب علينا»، وفي المواقف الملحة لا تتأخر دولة قطر عن الوقوف بما يتطلبه الموقف منها، كما شكر صاحب السمو الرئيس التركي على موقف تركيا رئيسا وحكومة وشعبا على موقفها الثابت حيال الأزمة الخليجية وحصار كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لدولة قطر، وأن دولة قطر بعد أكثر من سنة ونصف السنة أثبتت زيف مزاعمهم وكذب قولهم ودحض افتراءاتهم أمام العالم أجمع، وما وصلت إليه دولة قطر من إنجازات مبهرة وسياسات مثمرة خلال الأزمة لهو أبلغ رسالة وأقوى رد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وفي كافة المجالات. نجحت دولة قطر في رسم مسارها بكل احترافية، فدولة قطر اليوم تختلف عن قطر ما قبل الحصار، دول العالم تسعى لتوطيد علاقاتها معها، وتريد أن يكون لها حضور في جدول زيارات أميرها إليهم، لتوثيق علاقاتهم معها والاستفادة من النجاحات القطرية في شتى المجالات حتى يكون لهذه الدول ما تطمح إليه من نمو وتطور أيضا في مختلف المجالات، طاقة، صناعة، تعليم، استثمار، وسياحة...... إلخ، وقد استطاعت قطر من خلال رؤيتها واستراتيجيتها أن يكون لها دور إيجابي وتنموي مع الدول الصديقة في تقوية العلاقات وتنميتها والوصول بها إلى أفضل حالاتها، ولعلمهم بأن دولة قطر تقدّم ما تستطيعه دون شرط أو قيد، ودون أن تسعى لفرض أجندات لها أو دعم فئة دون أخرى، في حين إننا نرى بعض قيادات دول الحصار لم يعد لها حضور أو رغبة من الدول في إقامة علاقات مع دولهم، مع التأكيد على أن أي دولة تتمتع بقضاء مستقل وقانون صارم؛ فلن تجد بعض هذه القيادات من دول الحصار موطئ قدم لها في هذه الدول، لأنها لا تستقبل زعماء أو قيادات تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم أو دماء الأبرياء التي سالت دون وجه حق أو من قاموا بهدم البيوت على رؤوس أصحابها. لم تعد دول العالم تُبنى على قوتها العسكرية أو حجمها الجغرافي أو عددها السكاني مع أهميتها، بل بما تقوم به من إنجازات تاريخية وتطور اجتماعي واقتصادي متين وتعليم وصحة وأمن وما تقدمه من خدمات لشعبها وللشعوب الأخرى، هنا القوة الحقيقية الداعمة للقوة الناعمة التي تتمتع بها أي دولة بغض النظر عن القوة والعنجهية وصرف الأموال على إثارة النعرات وإشعال الأزمات في مختلف المناطق والتي ستعود عليهم بالوبال حتما، لأن زارع الخير لا يحصد إلا خيراً، وزارع الشر حتماً سيحصد ما زرع.