16 سبتمبر 2025
تسجيلفي إحدى دورات معرض الكتاب بالدوحة، كنت أقف متأملا، في جناح دار النشر التي أتعاون معها دائما، حين شاهدت رجلا متوسط العمر، يقلب في الكتب، على طاولة العرض، يتأمل أغلفتها، ويتركها، ثم يلتقط أخيرا، كتابين لي ويتقدم مني، يحييني بصوت عال، ثم يطلب مني أن أوقع له، إن كان ذلك ممكنا.سألته عن اسمه، وأنا أجلس على أحد المقاعد، وألتقط قلما، لأوقع له، فقال: حامد، المايسترو حامد، اكتب ذلك.لم يكن في الحقيقة، يشبه مايسترو، ولا حتى عازف طبل أو كمنجة، عاديا في أي فرقة عادية، لكني لم أدقق كثيرا، وقلت في نفسي، لابد أنه لقب له أو لعائلته. كان الزحام شديدا في المكان، وقد شارف المعرض على نهايته، ويسعى كل زائر، لشراء ما يلزمه قبل انتهاء الموسم. انحنيت على الكتابين، ووقعت: إلى العزيز المايسترو: حامد، مع الأمل أن تجد موسيقى الكتابة، قريبة إلى موسيقاك.حين رفعت رأسي، لم يكن الرجل موجودا، كان قد اختفى تماما من المكان، واضطررت لدفع قيمة الكتابين المشوهين.بعد عام من ذلك، زارني الرجل في العيادة، كان أكيدا بأنني نسيته، لكن لسوء الحظ أنني لا أنسى، قال: أنا المايسترو حامد، وقرأت لك رواية: طقس، يا الله، من أين تأتي بتلك الحكايات؟، أنت مجنون ولست طبيبا، ثم ضحك، وخبط على كتفي، وهو يقول: هل أجد عندك مئة ريال أردها غدا؟، نسيت محفظتي في البيت.منذ يومين، جاء المايسترو مرة أخرى، صرخ حالما لمحني: طقس.. طقس.. يا الله، نيشان حمزة العجيب، نجمة المغرورة، ليندا الجميلة، سأتزوج ليندا لو سمحت.. ثم ضحك خابطا على كتفي، وهو يضيف: لديك مئة ريال عندي، دعها يكونا مئتين، يا الله.. أنت مجنون فعلا.