28 أكتوبر 2025

تسجيل

كن كذاك الطائر

28 نوفمبر 2015

‏ قرأت في إحدى المرات قصة قصيرة جداً من كتاب (هل فات الأوان لتبدأ من جديد) للكاتب/ باسل شيخو، مازالت عالقة في ذهني على الرغم من بساطتها، ولعلها فعلت وتمسكت بي بقدر ما تمسكت بها بفضل الرسالة العظيمة التي تضمنتها، ويمكن لأي فرد منا أن يعتمدها في حياته؛ كي يبذل أقصى ما لديه من جهد؛ في سبيل بلوغ (منصة الشرف) -التي لا يعتليها سواه من قد سخر نفسه؛ لبث الخير، وانتزاع الشر من جذوره بمكافحة الخطأ وفتح كل الأبواب للصواب ولا شيء سواه- وهو ما يمكن تحقيقه بمعرفة تلك الرسالة، التي سأتطرق إليها بعد أن ألخص لكم القصة وهي: أن أحدهم قد مر بطائر ينام على ظهره ووجهه إلى السماء وبوضعية من يستعد للإمساك بشيء ما، وحين سئل عن سبب اتخاذه لتلك الوضعية، أجاب بأنه يفعل؛ لأنه سمع بأن السماء ستسقط على الأرض، فرغب بأن يبذل قصارى جهده؛ في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حينها تعالت الضحكات، التي استنكرها ذاك الطائر وسأل عن سببها، فكان الرد، أن حجمه الصغير لن يسمح له بالمشاركة في عميلة الإنقاذ تلك؟ فكانت الإجابة العظيمة التي أفحمت كل متقاعس ومتخاذل: أعلم ذلك، ولكن على كل واحد منا التقدم بكل ما يستطيع فعله. أحبتي بتلك النهاية كانت تلك الحكاية قد انتهت هناك، ولكنها ودون شك قد كانت كبداية (ما) لشخص ما في مكان آخر، خاصة فيما يتعلق بتلك الرسالة العظيمة التي تضمنتها تلك الحكاية وهي: أن الحياة تحتاج منا الكثير، الذي لا يكون بتنفيذ ما يُملى علينا فقط، ولكن ببذل كل ما نستطيع بذله من أمور لابد وأن نُقدم عليها؛ لأننا نريد فعل ذلك أولاً، ولأننا ندرك أن الخير الذي سيعم على الجماعة سيكون بفضل الخير الذي سيتقدم به الفرد، والوضع الذي نعيشه خلال هذه الأيام يحثنا على التفكير بهذه الطريقة، التي تبتعد كل البعد عن التقاعس والتخاذل، خاصة أمام الأحداث المشينة والمسيئة التي أخذت حيزاً لا يُستهان به من الواقع، وبدأت تعبث بصورتنا كمسلمين في العالم، والطامة الكبرى حين يظهر بعض الحمقى ممن يتسببون في تشويه تلك الصورة العظيمة لدين أعظم ويقابلهم من يُمرق الأمر وكأن شيئاً لم يكن، فيمضي دون أن يكلف نفسه عناء القيام بما قام به (الطائر) بطل حكايتنا، التي تحثنا على العطاء ودون توقف، فإن كلف بعضنا بعضاً من جهده ووقته؛ كي يفعل ذلك؛ لضمن البقية من السلام ما يكفي؛ كي نعيش بسلام، وهو ما نشهده بين الحين والآخر من قبل الشخصيات الواعية التي تدرك ما تفعله في سبيل خدمة الفرد والجماعة، وهي تلك التي وإن غابت وبشكل كلي؛ لأصبح الوضع مرعباً، ولتطلب منا تدخلاً فورياً لابد له وأن ينقذ الموقف، كهذا التدخل المتواضع الذي حثنا على التطرق لموضوع البحث عن الكيفية التي يجدر بنا اعتمادها في حياتنا؛ كي نحافظ على صورة ديننا الإسلامي الحنيف كما يجب، وعليه إليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية لا تلتفت للآخرين، بل ركز على ذاتك، وفكر بكل ما تستطيع القيام به؛ كي ترفع راية الإسلام عالياً، وكن كذاك الطائر الذي فعل كل ما بوسعه؛ لينقذ ما يستطيع إنقاذه، وأخيراً: تذكر بأن الإسلام الذي سلم من الأيادي العابثة وكل ما يدعو إليه هو السلام الذي يبحث عنه العالم. المحررة