09 أكتوبر 2025

تسجيل

الكرة في الملعب الإيراني

28 نوفمبر 2013

أعلنت دول مجلس التعاون أمس، ترحيبها أو بمعنى أدق "ارتياحها" إزاء الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي، لن يقف الأمر عند حد الترحيب والارتياح، بل يبدو أن الموقف الذي أعلنته دول الخليج أتى مدعوماً أو مرهوناً بأمرين، أولهما الثقة في الدول الكبرى وجدية التفاوض الذي تم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي أشهرت سيف العقوبات من جديد على طهران إذا لم تغتنم هذه الفرصة، بعدما بدأ الحديث منها بوصف العقوبات قراراً غير حكيم في الوقت الراهن.الأمر الآخر، هو انعقاد الأمل الخليجي على أن تبدي طهران حسن النية والتصرف، وتلبي دعوة المجلس الخليجي بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ إنها تتطلع لأن تشكل الانتخابات الإيرانية الأخيرة مرحلة جديدة بين دول مجلس التعاون وإيران، مبنية على عدم التدخل وحسن الجوار، كما ورد بالبيان الختامي.إذن مازالت التحديات قائمة، فدول الخليج تسعى لتحقيق النهضة الشاملة والتقدم، وهي مسألة لا تتحقق إلا بتحقق الاستقرار في المنطقة كلها، وهي أيضاً مخاوف تثيرها تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية: إن المحادثات کانت نووية فقط، ولم تتطرق إلى أي موضوع آخر!!فهل هذه التصريحات تبدد آمال الخليج بأن تتوقف طهران عن التدخل في شؤونه الداخلية، وأن تلتزم بحقوق الجوار، أم يمكن اعتبار التقارب الإيراني ـ الأمريكي الذي سبق المحادثات النووية، مقدمةً لأن يرى الخليج جاراً إيرانياً حميداً يحترم الشأن الداخلي للبلاد المجاورة، ويكون نصيراً لها في الأزمات لا مصدِّراً لها؟!الكرة في الملعب الإيراني والعالم يترقب، هل ستسجل طهران هدفاً في شباك الخصوم لتفوز، أم تسجله في شباكها وتخسر؟!