31 أكتوبر 2025

تسجيل

التعليم إلى أين؟!

28 نوفمبر 2012

هل المشهد التعليمي في المجتمع يعاني من أزمة؟ وهل الأزمة (قديمة جديدة) تمت وراثتها من العقود السابقة، أم هي مستحدثة بدأت مع شعار (تعليم لمرحلة جديدة قديمة)؟ أم أننا نبالغ في ذلك والقافلة تسير وكل شيء على ما يرام. لكن المريض يصرخ؟! وهل المشكلة في الأزمة، أم التعامل مع هذه الأزمة ومعالجة الخلل في جانب أو أكثر من المنظومة التعليمية؟ المؤكد أنه رغم كل العلاجات التي قدمت خلال السنوات الماضية بدءاً من العلاج بالأسبرين، مروراً بتكنولوجيا الليزر، إلى الدواء الشعبي بالكي، فإن النجاحات لا تزال جزئية ومحدودة، والإنجازات التي يتم التحدث عنها والترويج لها في وسائل الإعلام خجولة وإخفاقاتها متداخلة، ومخرجاتها ضعيفة وليس لها حتى قيمة فعلية في المعاير التنافسية الدولية، ولا حتى تنافس على صعيد حاجات سوق العمل الداخلية في جانب المنهجية البحثية الميدانية وتطبيقاتها والتكوين العلمي والتكنولوجي، المنتمي إلى عالم الحاضر والمستقبل.الإشكالية لا تكمن في تغيير أصحاب مناصب في القيادة وإحلال آخرين مكانهم، ربما يحملون نفس العقلية أو قدراتهم أكثر أو أقل جودة وخبرة كما حدث في التغييرات الأخيرة في هيئة التعليم، ولا حتى في استبدال القيادات النسائية وإحلال قيادات ذكورية بشوارب ولحى مكانها كما يطالب البعض. ولا تتمركز في الجانب الانفاقي أو في المباني والتجهيزات المادية من خلال افتتاح مدارس جديدة وترميم قديمة، ولا في حتى تبديل وتغيير المناهج التي تجلب من الدول العربية الفاشلة، بل تكمن في نوعية التعليم ومخرجاته التي غدت بيئة غير صحية يعاني منها الطالب في حاضره ويتخوف معها على مستقبله، ويتوجع منها المعلم ويتذمر منها أولياء الأمور. والمعضلة الكبرى التي لا يزال يحتار القوم في كيفية التعامل معها هي الطريقة المثلى في إصلاح التعليم وتحقيق الجودة فيه.دعونا نجتهد ونحصل الأجر حتى لو أخطأنا ونقول إن إصلاح المنظومة التعليمية في مجتمعنا لا يعبر عن رؤية شمولية بقدر ما يعبر عن رؤية ورغبة أشخاص، ومن يضع السياسة العليا ويرسم خطط تنفيذها ينفذها غيره، ومن ينفذها ويخطئ يكرَّم ويصبح خبيراً أو يرسل إلى البيت وراتبه مستمر من ميزانية الحكومة. معضلتنا الكبرى أن المسار التعليمي يقاد بشكل فردي وليس جماعياً وان التغيير يراد أن يفرض من فوق إلى تحت وليس في مسار ثنائي؟! فهل تستوعب القيادات الجديدة في هيئة التعليم الأزمة أم أنها ستكمل الطريق والقافلة تسير والمريض يصرخ؟!