21 سبتمبر 2025
تسجيلشكلت شبكة الجزيرة حضوراً باذخاً في المشهد العربي منذ تأسيسها عام 1996، وقد جاء ميلاد الشبكة يحمل بُشريات الانعتاق العربي من التبعية الإعلامية، لتسجل الجزيرة منذ يوم ميلادها الأول جملة من النجاحات، فهي القناة الفضائية الإخبارية الأولى، وهي شاشة الشعوب وليس الحكومات، وهي الانتشار الواسع على كل قارات العالم، وفوق ذلك، هي أول قناة عربية كسرت الاحتكار الغربي لرسالة الإعلام عندما نقلت عنها قناة سي ان ان أحداث كابول، وهو أمر لم يكن معتادا في تاريخ الفضائيات العربية. وجاء الانتصار الأكبر بتحقيق أول إنجاز بكسر التدفق الإعلامي الدائم من الغرب إلى الشرق، وهو ما بحثه تقرير المصمودي الشهير وما أسماه وزراء الإعلام العرب في الستينيات بأزمة الاختلال الإعلامي من الدول المتقدمة إلى دول العالم الثالث. جاءت الجزيرة بقنواتها المتعددة لتُسمع الصوت العربي إلى شعوب العالم المختلفة، ولتكسر تلك الهيمنة وتلغي أزمة الاختلال الاختباري ذي الاتجاه الواحد. ولأن الجزيرة هي جملة من النجاحات، فقد ظلت هي الوقود لتطلعات الشعوب في الحصول على الكلمة الأمينة الحرة. شعار الجزيرة الثابت هو الكلمة الحرة والرأي والرأي الآخر والموضوعية والمصداقية والمهنية ومحاربة التضليل واختلاق الأقاويل؛ ولذلك أضحت هي قناة الشعوب الأولى وهي الأكثر مشاهدة خلال الربيع العربي والأعلى مشاهدة خلال أزمة مقتل خاشقجي، وهي الرائدة على الدوام والمصدر الأول للمعلومات والموثوقة لدى الجماهير. لقد قدمت الجزيرة درساً مفيداً للإعلام العربي وسجلت سطوراً من الريادة سيخلدها التاريخ وستبقى مثالاً لقوة الإرادة وصناعة التغيير.