13 سبتمبر 2025
تسجيلالحصول على ما نريده لا يكون بالتفكير به وحسب دون الخروج من حيز التفكير المُجرد ذاته، والذي نغرق فيه لساعات تمتد بنا من الصحوة حتى لتبلغ حدود الهذيان، فننعم فيها بكل ما يُسعد النفس بفضل تلك الخيارات الجميلة التي تطل من زوايا (ذاك الحيز) كل الوقت، إضافة إلى تلك الحلول المُسعفة التي تُحيط به من كل جانب، فيُحمل على كفوف الراحة التي تجعلنا نخرج من كل ضائقة يمكن بأن تُعكر علينا صفو الحياة حتى من قبل أن نكون فيها من الأصل، ولكنه ما يكون بالتجرؤ على ذاك الحيز الذي يمكن أن نعتمد عليه كقاعدة أساسية لكل ما نريد فعله في المستقبل، وكنقطة بداية ننطلق منها إلى ما نريده أيضاً، فالمعروف بأن المراحل اللاحقة ستتطلب أساساً تقوم عليه، كحيز التفكير الذي سبق لنا وأن بدأنا به، تماماُ كما هو الوضع مع كل عملية نجاح سبق وأن كُتبت لها الحياة، وقُدر لها حق التواجد حين بدأت بفكرة لم تتمسك معها بحيز التفكير المُجرد فحسب، ولكنها انطلقت من هناك بعد أن أدركت خطواتها ودرستها جيداً؛ لتخوض مراحل أخرى أكثر تميزاً وتألقاً. ما الذي يعنيه ما قد سبق ذكره؟ إن ما نرمي إليه من خلال ما قد سبق ذكره هو أن الاندماج مع عالم الأحلام وفيه لن يسمح لنا بالخروج منه سوى بحفنة من الأحلام الرملية التي سرعان ما ستذوب بمجرد أن تُصافح أول موجة سيفرضها الواقع (الواقع)؛ لتختفي وكأنها لم تكن يوماً حتى وإن أخذت من الرأس حيزاً لا يُستهان به، والحق أنه (أي ذاك الحيز) وحين يختفي فإن ما سيخلفه من آثار لاشك ستُتعب القلب؛ ليخوض هو الآخر لحظات سيشعر معها بالضياع ما لم يجد له من يسحبه؛ ليعود به إلى بر الأمان، وهو ما لن يكون إلا أن تم تجاوز حيز التفكير؛ لخوض مرحلة التخطيط ومن ثم التنفيذ وبصبر لا مثيل له، فالمعروف أن الصبر هو العنصر الفعال الذي يُساعد كل حلم نرغب بتحقيقه؛ كي يكون؛ لذا فإن أكثر ما يمكن أن نعتمد عليه منذ البداية وحتى آخر لحظة تفصلنا عن الحلم الذي يراودنا هو (الصبر)، الواجب توافره وبإصرار لابد وأن يكون منا؛ كي يكون لنا ما نريد كما نريد. هناك من لا يحتمل الانتظار ولا يطيق الصبر؛ ليُعرف بـ (صاحب الأنفاس القصيرة)، التي لا تُتيح له فرصة التركيز على عمل (ما) قبل التنقل إلى آخر، وهو ما سيجعله لا ينعم بحياة مُكللة بإنجازات تُشرفه وتُسعده؛ لأنه سيشكو وإن لم يفعل منذ البداية من إنجازات صغيرة جداً لن يقبل بها مع مرور الوقت، وتحديداً حين يشعر بحاجته إلى ما هو أكبر ويليق بحجم أحلامه، والحديث عن تلك التي كانت تجوب رأسه، وتُغريه دون أن تجد منه خطوات جريئة وأخرى حقيقية تترجم رغبته بالتقدم منها؛ لتحقيقها على أرض الواقع. وماذا بعد؟ يتكرر الحديث عن النفس وما تحتاج إليه بين الحين والآخر بين سطور هذا العمود، الذي تروقه فكرة التغيير للأفضل، وتحركه فكرة تطوير الذات؛ ليظهر ذلك كله من خلال الكلمات التي تجد نفسها صالحة للنشر، وسيتحقق بفضلها من بعد الله المُراد، وهو ما أحرص عليه وبكل فخر، فيكون مني بكلمات داعمة لكل متابع لها؛ كي تنهض به فينهض بنفسه ويحقق كل ما يريده، فهو ما نسعى إليه بالنسبة لنا وللآخرين أيضاً، ولكنه ما لا يمكن أن يكون من خلالها كلماتنا وإن كانت داعمة فعلاً؛ لأن الأمر يعتمد على ما يكون منك من صبر لابد وأن تتحلى به؛ كي تواجه كل ما يقف لك بالمرصاد، فتكون بذلك قد طبقت معنى الكفاح، الذي سترتقي به وستصل معه إلى تلك الأحلام التي تدركها دون أن يدركها غيرك كما تفعل، وعليه فإن حاجتك التي ستجد من بعدها ضالتك تكون بتجاوزك لحيز التفكير بالأحلام، ثم التمسك بالصبر في سبيل تحقيق غايتك، التي ستبلغها طالما أنك تصدق بأنك ستفعل. كلمة أخيرة كل الشكر لمتابعي هذا العمود، ممن يتواصلون معي؛ كي يحصدوا المزيد والعديد من الدعم الروحي، الذي يساهم في تغذية النفس ومنحها ما تستحقه؛ كي تكون بوضع أفضل بإذن الله تعالى.