04 نوفمبر 2025

تسجيل

الدرس التونسي

28 أكتوبر 2014

تخطو تونس يوماً تلو آخر نحو الحكم الرشيد، وقدمت تجربة ودرساً يستفاد منه في الديمقراطية، وأنجزت انتخابات تشريعية تعتبر "تاريخية"، إذ كان الاحتكام إلى صناديق الاقتراع سيد الموقف، فضلا عن احترام إرادة الناخبين في اختيار من يمثلهم في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. تنعم تونس اليوم بثمار ثورة الياسمين، وحافظت على المكتسبات، وتجاوزت مخاض الانتقال إلى دولة القانون والمؤسسات بعد حكم الاستبداد، تميزت هذه التجربة بالتنافش الشريف والتعايش بين التيارات والأحزاب السياسية على اختلافها، واللافت هو القبول والتراضي بين جميع مكونات المجتمع التونسي، وفي لفتة تؤشر على التعددية والتداول السلمي للسطة والقبول بما أفرزته الانتخابات، إذ هنأت حركة "النهضة" الإسلامية حزب "نداء تونس" بفوزه بالمركز الأول، فضلاً عن قبول الحركة بنتائج الانتخابات. ترحيب دولة قطر بنتائج الانتخابات التونسية يعضده إيمانها العميق بتعزيز الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات، وهي خطوة تستحق التقدير والتشجيع؛ نظراً لوعي الشعب التونسي وحكمة قواه السياسية في تجنب إجهاض عملية الانتقال السلمي. الانتخابات التشريعية في تونس تعزز العملية الديمقراطية، وعلى الجميع التوافق على استمرارها وحماية التعددية السياسية الوليدة ومنجزات الثورة. يتنظر من الجميع الارتقاء بالممارسة السياسية، واحترام الثقة التي منحها الشعب التونسي لمن فازوا. النموذج التونسي جدير بالاقتداء، وتجربة يستفاد منها في البناء الديمقراطي، وإدارة الاختلاف بروح الانتماء الوطني وقبول الآخر، ومن المؤشرات المهمة أن الإسلاميين كانوا جزءًا أصيلاً في العملية الديمقراطية، بعد أن كانوا في هامشها قبل الثورة، كما أنهم تعايشوا حتى مع خصومهم، والتحدي الأكبر هو المحافظة على التجربة الوليدة.