12 سبتمبر 2025
تسجيلكانت الأسابيع الماضية في دولتنا الحبيبة قطر، استثنائية، خاصة بعد صدور قانون نظام انتخاب مجلس الشورى رقم ٦ لسنة ٢٠٢١. وها نحن نُقبل في الثاني من أكتوبر الموافق يوم السبت، على أول انتخابات لأعضاء مجلس الشورى. هذه التجربة الجديدة والمثيرة، سيتغير معها الكثير من واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في قطر. فمن ناحية، ستتغير طريقة تفاعل الأفراد مع القضايا العامة في المجتمع. ومن ناحية أخرى ستنتعش الدولة وينمو اقتصادها، وسيكبر الوعي الجماعي بضرورة المشاركة في الحياة العامة وإبداء الرأي. وبسبب أهمية حدث الانتخابات المُشرفين عليها، يقع على عاتق كل مواطن مسؤولية الاقتراع يوم السبت. ومن المبشر تسجيل الكثير من المواطنين أسماءهم كناخبين في دوائرهم الانتخابية، ولكن لا يزال الكثير منهم ممن لم يعقد رأيه بعد حول المرشح الذي سيختاره. فالبرامج الانتخابية للكثير من المرشحين ما زالت سطحية وعامة ومتشابهة، بل إن البعض يعد بما لا يمكن تنفيذه! ولهذا ستكون الأيام القادمة، حاسمة، بالنسبة للمرشحين الذين لم تسبقهم سمعتهم إلى صناديق الاقتراع، ولن تسعفهم علاقاتهم الاجتماعية في دوائرهم الانتخابية. بالنسبة لهؤلاء المرشحين، سيكون الفاصل بينهم هو الكاريزما وفصاحتهم وقدرتهم على الإقناع. ولدينا أمثلة كثيرة لسياسيين صغار جعلهم حضورهم وفصاحتهم عمالقة، منافسين لسياسيين عريقين، مثل باراك أوباما النائب من ولاية إلينوي الذي انتزع ترشيح الحزب الديمقراطي من هيلاري كلينتون في انتخابات 2007 ، ليفوز بعدها في مواجهة الجمهوري جون ماكين، السياسي والعسكري المخضرم، ليصبح أول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة الأمريكية. ولا ننسى النادلة، ألكسندريا أوكازيو كورتيز، التي فازت في انتخابات مجلس النواب في 2019 عن ولاية نيويورك بلا دعم مالي يُذكر ضد جو كرولي حائز الكرسي لما يقارب العشرين سنة!. الكثير من السير الذاتية للمرشحين مُشبّعة وطويلة، ومليئة بالمناصب والتتويجات، بل إنها أطول من سير بعض المسؤولين الكبار! ولهذا أقول بأن الفارق سيكون في شخصية المرشح وبلاغته، وماذا فعل حقاً من أعمال لامست الشعب القطري بلا استثناء، لا عائلته ومن يعز عليه فقط. ولتعرف المرشح حقاً، لا تسأل القريب منه، بل اسأل الغريب عنه!. أخيراً اقتربنا من موعد الانتخابات، وانتهى وقت المجاملات وتقبيل الأنوف، من أراد التغيير الإيجابي المستمر وتحقيق رؤى الشعب لا نظرته الشخصية، سيختار الأكفأ والأجدر. من أراد الأفضل لقطر، سيختار الأفضل للمنصب!.