11 سبتمبر 2025

تسجيل

تطبيع دول حصار قطر مع إسرائيل

28 سبتمبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يسعنا إلا أن نقف مستغربين من المواقف المتناقضة لدول حصار قطر التي تتهم دولة قطر كذبًا بأنها تدعم الإرهاب، رغم جهود قطر الحثيثة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، بالإضافة إلى الاتفاقيات والشراكات التي تقوم بها مع المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها.إن ما يثير الاستغراب أكثر في تلك المواقف المتناقضة وبينما تحاصر تلك الدول قطر، هو تهافتها على إسرائيل والتطبيع معها، متناسين الاحتلال الإسرائيلي ومجازره ضد الشعب الفلسطيني منذ قيام إسرائيل حتى اليوم. تمر المنطقة الخليجية بأزمة لم تعرفها منذ حرب الخليج وغزو العراق لدولة الكويت، اتجهت بعض الدول الخليجية لجعل العلاقات مع إسرائيل "طبيعية"، فالتطبيع يعني جعل العلاقة من غير طبيعية إلى أخرى طبيعية، لكن في الوقت نفسه، هل من الطبيعي ما يحصل في دول الخليج بأن تحاصر دول خليجية دولة خليجية أخرى في نهار رمضان وحتى اليوم، ويتبع هذا الحصار حزمة من البروباغندا والسياسيات الممنهجة ضد قطر؟ هل في هذا الأمر أي شيء طبيعي؟ إذا كان هنالك اختلافات سياسية بينهم وبين دولة قطر، فكيف نفسر التشابه بين إسرائيل ودول الخليج الرامية للتطبيع معها؟ ما القاسم المشترك بينهما؟ فدول الخليج ليست بحاجة إلى إسرائيل، وإسرائيل كذلك ليست بحاجة إليهم، أما إذا افترضنا أن سبب التطبيع هو العدو المشترك بين إسرائيل ودول الخليج "إيران" وتهديداتها الأمنية، وإذا كانت تلك هي حجتهم للتطبيع، فهذا يعني ضعف المنظومة الأمنية الخليجية، مما يعني الحاجة إلى إعادة هيكلة هذه المنظومة، والاعتراف بفشل الآليات الأمنية الحالية التي لا تتناسب مع حجم التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمنطقة.أما إذا كان الأمر متعلقا بما يشاع ويبرر له التقارب مع إسرائيل، حول عملية سلام إقليمي، فهذا من ضرب المستحيل، فإسرائيل لن تتنازل عن أي شبر من الأراضي التي تحتلها، ومن الحماقة التسليم بأن إسرائيل جادة في أي مشروع سلام يتم الحديث عنه الآن، بل وكذلك فإن أي خطوات من شأنها خدمة المشروع الجيوبوليتيكي الإسرائيلي من خلال خططها التوسعية في فلسطين وفي القدس تحديدًا. من المفارقات أن إحدى دول الحصار تعزف طربًا أنغام النشيد الوطني الإسرائيلي الذي يتحدث عن وطن صهيون، ويسمي القدس عاصمة لإسرائيل! وبينما العرب ترقص وتعزف الطبل طربًا، تقرع إسرائيل طبول الحرب على الفلسطينيين دومًا. وهكذا، فالعرب لم يتعلموا من التاريخ شيئًا، فإسرائيل لطالما كانت غير جادة بالسلام، ومن باع فكرة التطبيع لتلك الدول الخليجية هدفه توريطها واستنزاف ما تبقى لديها من موارد.