10 سبتمبر 2025

تسجيل

عين ستيف

28 سبتمبر 2016

عاد أمين من عمله بعد يوم طويل منهك، تناول عشاء سريعا، بعدها بدأ يعبث بهاتفه (النوت 7) من شركة "سامسونج" فترة من الوقت، ثم وضع الجهاز على الشاحن، قبل أن يخلد للنوم، وهو سعيد غاية السعادة بهاتفه الجديد الذي اقتناه قبل يوم واحد، وكان ينتظره بشغف منقطع النظير، لذلك نام مسرورا. في عالم بعيد مظلم، جلس ذلك الرجل القرفصاء، ملامحه لم تكن واضحة، عصفت الريح من حوله، فتطايرت أوراق أشجار زرقاء عجيبة هنا وهناك، كما طار من فوقه سرب من الوطاويط، الجو كله كان يوحي بكآبة مطلقة.تألقت عينا الرجل الغامض ببريق عجيب أحمر اللون، زاد البريق، حتى تحول الرجل إلى ما يشبه القنديل، ثم تحولت عيناه إلى شمسين صغيرتين، أضاءتا كل شيء من حولهما. فجأة استيقظ أمين، شم رائحة قماش يحترق، التفت فإذا النار قد شبت في ستارة الحجرة، وعندها لمح هاتفه الجديد (النوت 7) وقد تحول إلى كتلة من اللهب، يا للهول، نهض سريعا وخرج من الغرفة، واستخدم الخط الأرضي للاتصال برجال الإطفاء، واستطاع بالتعاون مع شقيقه إطفاء النار بأقل الخسائر. تناقلت وكالات الأنباء الخبر، لم يكن أمين هو الوحيد الذي تعرض لذلك الموقف، بل هناك سعاد، وجورج، والكوري كيم، وسباستيان الأمريكي، ودايسكي من كوكب فليد، وعشرات الأسماء من كل أنحاء المجرة، كانت فضيحة سامسونج "بجلاجل"، فبدأ الرئيس التنفيذي للشركة الكورية ببكاء مرير، وسالت دموع الكوريين أنهارا. جاء اجتماع مجلس إدارة شركة سامسونج عاصفا، وكأي اجتماع من هذا النوع بدأت الاتهامات تتطاير، أخرجت المحنة أسوأ ما في الكل، الجميع ألقى باللائمة على الجميع، وتوقفوا في النهاية عند قضية البطاريات، واتهموا الشركة المصنعة لها بأنها السبب، وكادت الأمور تنتهي عند هذا الحد، لولا أن تلقى مدير الشركة اتصالا من سكرتيرته، تخبره فيه أن رئيس جهاز المخابرات الكوري، ينتظره في مكتبه، ودار بينهما حوار أغرب من الخيال.قال رئيس المخابرات، مخاطبا مدير سامسونج: علميا، ثبت أنكم على الصراط المستقيم، لا خطأ واردا، عرضنا الأمر على خبراء محايدين، والجميع أكد هذه المعلومة.تنفس المدير الصعداء، ورئيس المخابرات يقول: بحثنا بكل طريقة ممكنة، ووجدنا معلومات كثيرة، لكنها لم تتحرك بنا، حتى جاءتنا الساحرة "أم يعقوب"، وقالت بأن عينا أصابت شركة "سامسونج" في مقتل، عينا ما صلت على النبي، عين مصدره أمريكا، وأضاف رئيس المخابرات: تعرف أن العرب شطار في اكتشاف العين، وأيضا في إصابتك بالعين، لقد كانت "أم يعقوب" هي السبب فيما حاق بـ"سامسونج"، وأخذ مدير المخابرات يروي القصة العجيبة. "أم يعقوب" سيدة عربية عزباء، تقليدية، اعتادت أن تحسد جاراتها، زميلاتها بالعمل، صديقاتها، قريباتها، ما إن تشتري إحداهن ملابس جديدة، أو شنطة، أو حتى سيارة، حتى تقوم بتشغيل عينيها (على الدبل) فتضيع الشنطة، أو يتمزق الفستان، أو تتدمر السيارة في حادث مريع، وما إن تتزوج إحداهن فتحسدها، فتعود لبيت أهلها بعد يومين بالعدد، العجيب أنها منذ فترة فتحت حسابا على الإنستجرام، وصارت "أم يعقوب" تقدم خدمة (القصف بالعين) لمن يرغب. بالمقابل عانت شركة "أبل" أوقاتا صعبة، في الآونة الأخيرة، مبيعاتها انخفضت بشكل كبير، في مقابل صعود غير منطقي لمبيعات شركة "سامسونج"، خشيت أبل على نفسها، فلجأت لخبراء التسويق ولم تفلح.فاضطرت للجوء لأحد المنجمين، المنتمين لقبيلة شيروكي الهندية، وهو من السكان الأصليين للقارة الأمريكية، والذي أخبرهم بأن الحل هو الاستعانة بالأب الكبير لقبيلة "أبل" ستيف جوبز، لتدمير شركة "سامسونج"، ولكن قبل ذلك يجب أن يتعلم فنون القصف بالعين من "أم يعقوب". وهكذا توجهت "أم يعقوب" عن طريق المنجم الهندي، إلى ساحر القبيلة، فوجدت نفسها فجأة في ذلك العالم المظلم العجيب، واستطاعت أن تنقل خبراتها بسرعة لا نهائية لروح ستيف جوبز، الذي تضخمت عيناه، واحمرتا، وجلس القرفصاء كما روينا في بداية القصة، وصب جام غضب عينيه على شركة "سامسونج". توقف مدير المخابرات عن رواية القصة، فقال مدير سامسونج: ما هو الحل سيدي؟، فأجابه، يجب أن نلجأ بدورنا للسيدة "أم يعقوب"، إنها قادرة على أن تبطل العين، مقابل المال، أخذ نفسا ثم قال: يقولون بأنه عليك أن تشرب بصفتك مديرا لـ"سامسونج" الماء من نفس الإناء الذي شرب منه ستيف جوبز، غالبا يجب أن تموت قبل ذلك، وأن تنفذ روحك هذه المهمة!. ارتاع رئيس سامسونج وهو يستمع لمدير المخابرات، والذي قال: ولكن لنؤجل أي قرار حتى نلتقي "أم يعقوب"، وما إن قال عبارته حتى دخلت عليهما تلك السيدة العربية الأصيلة.حيث أوصلها أحد رجال المخابرات، بعد أن جاءت بطائرة كورية خاصة، ليبدأ عند ذلك فصل جديد من الصراع المرير بين شركتي "أبل" و"سامسونج"، فالوارد في ثقافتنا العربية بأن العين قد تصرع الرجل، أما الثقافة الكورية، فالعين جديدة عليها، لكنها بلا شك قادرة على إحراق النوت 7.