14 سبتمبر 2025
تسجيلسنواتٌ طوالُ، والقلبُ العرباويُّ ينتظرُ فرحةً تمرُّ به لينبضَ قليلاً، لكنه فُوجئَ بأفراحٍ طاغيةٍ جعلتْهُ يخفقُ بشدةٍ في ملاعبِنا، نابضاً باعتزازٍ وفَخْـرٍ منذُ بدايةِ الـموسمِ. فقد توافرتْ لفريقِ الأحلامِ الإدارةُ الوطنيةُ الـمُحترفةُ، والـمدربُ الكُفْءُ، واللاعبونَ القديرونَ، وآزَرَهُ الجمهورُ العرباويُّ، فقدَّمَ مستوًى رفيعاً، وبعثَ الآمالَ الكبيرةَ في عودتِـهِ إلى الصفوفِ الأولى، فريقاً ينافسُ حقاً.منذ تَوَلَّى أحمد مبارك الإشرافَ على جهازِ الكرةِ بالنادي العربيِّ، شعرَ الجميعُ بروحٍ جديدةٍ تسري في القلعةِ الحمراءِ، ولـمحوا مَطلْـعَ فَجْـرٍ إداريٍّ وفنيٍّ جديدٍ فيها. فالرجلُ من الشخصياتِ الـمعروفةِ في شارعِنا الرياضيِّ، لاعباً سابقاً ومُحللاً رياضياً قديراً، وتجتمعُ في شخصيتِـهِ شخصياتُ الإداريِّ الكُفْءِ، والفنيِّ الـمُحَنَّكِ، ورجلِ العلاقاتِ العامةِ الـمُحترفِ، التي انعكَسَتْ إيجاباً على الجهازِ الفنيِّ، مدرباً ولاعبينَ.أمَّا الـمُدربُ زولا، فقد كانَ واضحاً منذُ مباراةِ فريقِـهِ الأولى أمام الوكرة، أنَّـهُ قرأَ بدقةٍ إمكاناتِ لاعبيهِ فوَظَّفَها بطريقةٍ سليمةٍ، و وزَّعَـهُم في خطوطِ اللَّعبِ بصورةٍ لا تسمحُ للخصومِ باستغلالِ الثغراتِ الفنيةِ، وتجعلُهُم يلعبون بروحِ الفريقِ دون أنْ يؤثِّـرَ ذلك على لَـمساتِهِم الفرديةِ. فشهدَنا خطوطاً متماسكةً، وروحاً قتاليةً، وتخليقاً للجُمَلِ التكتيكيةِ، وأدى ذلك إلى فوزٍ كبيرٍ مُسْتَحَقٍّ على نادي قطر بنتيجةِ 4 - 0، أمسِ الأولِ. وبالطبعِ، فإنَّ هذا يدلُّ على نجاحٍ في الإعدادِ النَّفسيِّ والفنيِّ للاعبين، نتمنى الحِرْصَ على تنميتِـهِ ليكونَ فريقُ الأحلامِ نَـداً منافساً وخصماً قوياً طوالَ الدوري.ونعودُ للقلبِ العرباويِّ النابضِ، لنرى الجمهورَ العاشقَ لفريقِـهِ يعودُ إلى الـملاعبِ باعثاً الروحَ فيها، فالعربي، ككثيرٍ من أنديتِـنا الجماهيريةِ، ليس مجردَ نادٍ وإنما هو امتدادٌ نفسيٌّ يحملُ تاريخاً رياضياً وطنياً ضخماً، فلَـهُ في كلِّ بيتٍ مُشجِّعٌ أو مُحبٌّ أو متابِـعٌ غَيُورٌ يتطلَّعُ إلى كرةٍ قطريةٍ فيها احترافٌ إداريٌّ وفَنِّيٌّ يُؤسِّـسُ لنهضةٍ تَنْقُلُها إلى الـمنافسةِ إقليمياً وقارياً ودَولياً. ومِنْ هذا الـمنطلقِ، أحسَّ الـمُتابعونَ بأنَّ الـملاعبَ على موعدٍ مع الحضورِ الجماهيريِّ الذي سيجعلُ الدوري مُمَـيَّزاً، وسيكونُ العاملَ النفسيَّ الأولَ في الأداءِ الرفيعِ لفِـرَقِ الأنديةِ ولاعبيها.الأمرُ الجديرُ بالثناءِ هو انتدابُ لاعبِـيْنَ مواطِـنِيْنَ من أنديةٍ أخرى للعبِ في صفوفِ فريقِ الأحلامِ. فاللاعبون مُمَيَّزونَ في أدائهم الفنيِّ وخبراتِهِم الطويلةِ في ملاعبِنا، مما يُشيرُ إلى فاعليةِ العلاقاتِ العامةِ التي يقوم بها الجهازُ الإداريُّ برئاسةِ أحمد مبارك، ويُبَيِّـنُ بجلاءٍ الاحترافَ الإداريَّ وجَدواهُ في النهوضِ بكرتِـنا الوطنيةِ.كلمةٌ أخيرةٌ:الفوزُ مُهمٌّ، إلا أنَّ إعدادَ الفريقِ وتأهيلِـهِ نفسياً وفنياً هو الخطوةُ الأولى التي يُبْنَى عليها ويُنْـطَلَقُ منها.