09 نوفمبر 2025

تسجيل

إنقاذ القدس والأقصى مسؤولية عربية إسلامية

28 سبتمبر 2015

لا نحسب أنه في تاريخ القدس والمسجد الأقصى- وباستثناء جريمة حرق المسجد عام - 1969 تعرضت المدينة والمسجد لمثل هذه الحملة الإسرائيلية الشرسة من الانتهاكات التي تشهدها هذه الأيام؛ والتي وصلت إلى حد اقتحام باحات المسجد؛ والاعتداء بالرصاص على المصلين والمرابطين داخله وحرق بعض محتوياته دون أدنى مراعاة لقدسية المكان؛ وذلك في تحد واضح لمشاعر ملياري مسلم؛ وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي.وعليه فإننا أمام تطور خطير من شأنه أن يدفع بالمنطقة كلها نحو مزيد من الدماء؛ وهو ما يتحمل مسؤوليته وتداعياته في المقام الأول حكام تل أبيب؛ وقوى التطرف هناك التي يغذيها ويحرضها رأس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ بدلا من تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما يردعها.كما أن تلك المخاطر القائمة على الأرض؛ ومعها المحاذير البادية في الآفاق تستدعي تحركا عربيا - إسلاميا فاعلا لدى المنظمات الدولية؛ وعلى رأسها مجلس الأمن لكي يمارس دوره القانوني؛ ويتحمل مسؤوليته الأخلاقية بشجاعة في إرساء وحفظ الأمن في منطقة أصبحت مجددا فوق برميل من البارود. وهي ذات المسؤولية الأخلاقية التي تحتم على القوى الغربية وبالأخص الإدارة الأمريكية -الحليف الإستراتيجي- لإسرائيل أن تمارس ضغوطها على حكومة نتنياهو لوقف هذا العبث السياسي (باسم الدين).ونحسب أن مشاركة الدكتورخالد بن محمد العطية وزير الخارجية في الاجتماع الثاني لفريق الاتصال الوزاري المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي المعني بالدفاع عن فلسطين والقدس الذي عقد الليلة قبل الماضية بنيويورك؛ يترجم التزام قطر بدورها القومي في حماية المقدسات؛ وفي هذا الإطار جاء استنكار سعادته خلال الاجتماع، للممارسات والسياسات الإسرائيلية –غيرالمشروعة- لتهويد القدس؛ والاعتداءات السافرة من المتطرفين بدعم من السلطة القائمة بالاحتلال. لا شك أن حماية القدس الشريف تمثل تحدياً حقيقياً لأمتينا العربية والإسلامية؛ وقد أثبتت التجربة أن عليهما وحدهما تقع مسؤولية الانتصار لقضاياهما؛ بدلا من أن نطلب من الآخرين تبني قضايانا والدفاع عنها.