13 سبتمبر 2025

تسجيل

عنا ولكنه ما لا يخصنا

28 سبتمبر 2013

علاقتنا ببعضنا البعض هي ما تعطي الحياة حجمها المطلوب، الذي يمكن بأن يتأثر ليصبح كبيراً أو على العكس تماماً يصغر فيصبح صغيراً نكاد بالكاد ندركه، ولعل هذا الأمر ما يجعل حياتنا ذات معنى كبير نتشبث به، أو بعكس ذلك حيث لا نشعر بأننا على قيد الحياة أصلاً، فكأن هناك ما يقيدنا، ويجعل حركتنا محدودة لا تُدرك، مما يعني أن سعة الحياة وضيقها أمر يعود إلينا وفي نهاية المطاف، إذ أن حق اختيار القرار المناسب يعود إلينا فقط، وأمام هذا الموقف الصعب الذي سنضطر معه إلى تغيير نظرتنا لهذه الحياة، نجد ما هو أصعب وهو كيفية إيجاد التركيبة المناسبة التي يمكننا بها معايشة الأحداث التي تدور من حولنا، والتي لا تعتمد علينا فقط هذه المرة، ولكن على من نتقاسم هذه الحياة معه، والذي يمكن بأن يجعلها كما نريد أو أصعب بكثير، خاصة حين تتعارض الأهداف، ونرتطم بها بقوة تجعلنا نفقد الوعي، ولا نُجيد أي شيء سوى التذمر كل الوقت، وهو ما يمكن بأن يأخذنا إلى حد الجنون حين يجد بداخلنا ثغرة تُعينه على ذلك، وتسمح لغيره بأن يمر من خلالها، ويمكن بأن تُعرف على أنها (إشاعة)، تعيش على ما تبثه عنا وسط المحيط الذي يحيط بنا؛ لنموت بسببها أو نتعطل بقدر ما ستتعطل حياتنا، التي تتأثر أحياناً بما يُبث عنا ولكنه ومن الأصل لا يخصنا ولا يمت لنا بصلة. هناك الكثير من المواقف التي نتعرض لها في حياتنا والسبب الذي يقف متجبراً من خلفها هو ما وصل الآخرين عنا، والمصيبة أنه قد لا يكون واقعياً أو حقيقياً أبداً، ولكنه وللأسف ما قد تم تناقله بين الأفراد حتى نُسب إليك ما ليس لك من الأصل، وهو الوضع ذاته مع الآخرين، حتى نقع وسلط حلقة فارغة من الأمور الفارغة والتافهة التي لا يبحث عنها ويجري خلفها بل ويلهث إلا من يعاني من نقص حاد للأخلاق الحميدة، والذي لا يعوضه عنها إلا السعي نحو ما لا يمكن بأن يأخذ منه أي حق، ولكنه يُضيف به تعاسة لا توصف على من ستتأثر حياته بكل ما سينتشر عنه من إشاعات قد تدمره وبشكل لن يسمح له بالمضي قدماً، أي أنه ما سيؤثر على قدرته على العطاء، الذي سيصبح محدوداً وسيجعله حيث هو دون أن يحرز أي تقدم، ليس هذا فحسب، إذ لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه ما سيمضي نحو ما لا نريده، وما سندرك بعضه من خلال ما قد تفضلتم به هذه المرة فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية الثالثة حياتك الخاصة هي مساحتك الخاصة التي تعنيك وحدك، وهي تلك التي لا يُقبل المساس بها أبداً؛ لأنها لك وتعبر عنك، ولا يحق لأي أحد بأن يخترقها مهما كانت الأسباب، التي قد توفرها أنت دون أن تدرك بأنها السبب الحقيقي وراء كل ما سيحدث لك لاحقاً؛ لذا حافظ على نفسك وعلى كل ما يخصك دون أن تسمح لكل ذلك بأن يحدث لك ومعك، وذلك بملاحظة كل صغيرة وكبيرة تكون منك، ستتأثر كثيراً بطبيعة من يحيط بك؛ لتخسر وأنت بأمس الحاجة إلى تذوق معنى الأرباح، التي ستدركها إن شاء الله إن أدركت ومنذ البداية أين ستضع سرك؟