تعزيز التعاون الخليجي

في ظل التطورات والتعقيدات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، تبدو الحاجة أكثر إلحاحا إلى تعزيز وتمتين مسيرة العمل الخليجي المشترك، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه دول مجلس التعاون، لقد أكملت دول الخليج العربي 33 عاماً من مسيرة مجلس التعاون الخليجي، تحققت خلالها الكثير من الإنجازات، وصمدت دول المجلس وحافظت على إعلاء راية العمل المشترك بينها في مواجهة الكثير من التحديات والأزمات التي عصفت بالمنطقة، حتى أصبح المجلس نموذجا ينظر إليه البعض بالكثير من الإعجاب بفضل حكمة ورؤية أصحاب السمو والمعالي قادة دول المجلس، ومع ازدياد التهديدات التي تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية، وارتفاع الأصوات الداعية إلى تحرك وتعاون إقليمي ودولي كبير، يصبح من الأهمية بمكان أن تتصدر دول الخليج التي لديها إرث كبير في العمل المشترك، هذه الجهود الرامية للتصدي للأخطار المحدقة بالمنطقة والتعامل مع الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية، وانعكاساتها الخطيرة على دول المنطقة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، لقد جاءت مقابلة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للوفد السعودي الرفيع الذي ضم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، في الديوان الأميري أمس، في إطار اهتمام دولة قطر بدعم وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين والتأكيد على أهمية تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، إن التزام دولة قطر الدائم والمستمر بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، يأتي من إيمانها العميق بأن التمسك بتعزيز مسيرة مجلس التعاون هو مصلحة لكل الشعوب الخليجية الشقيقة.