14 سبتمبر 2025

تسجيل

السدُّ والهلالُ: مباراة فازَ الخليجُ فيها

28 أغسطس 2014

أمس الأول، تحدثَ السدُّ فكانتْ لغةُ الكلامِ شعراً مفرداتُهُ التصميمُ والإرادةُ، وأبياتُهُ الـمهاراتُ وحُسْـنُ توظيفِ اللاعبينَ في جميعِ الخطوطِ، فظلَّتِ القلوبُ تخفقُ بالأملِ في الفوزِ طوال الـمباراةِ، إلا أنَّ شرفَ تمثيلِ البيتِ الخليجيِّ الواحدِ في دوري أبطالِ آسيا فاز به شقيقُهُ الهلالُ السعوديُّ.قَـدَّمَ السدُّ مباراةً كبيرةً، فحافظ على تماسكِ خطوطِـهِ، وتناغُـمِ أداءِ لاعبيهِ الذين تميَّزوا بروحٍ قتاليةٍ عاليةٍ والتزامٍ أخلاقيٍّ رفيعٍ واجهوا بهما لاعبي الهلالِ الذين أكَّـدوا بأدائِـهِم الـمُتميِّزِ أنَّ الزعيمَ السعوديَّ مُنافسٌ كبيرٌ لا يُستهانُ به، فكان التعادلُ الـمُشَـرِّفُ الذي أخرجَ السدَّ من الدوري الآسيويِّ وأدخلَـهُ إلى قلوبِ جماهيرِنا التي أحاطتْ بلاعبيهِ طوالَ الـمباراةِ.لم يكن غريباً هذا الحِـسُّ الجماهيريُّ بأنَّ السدَّ كان يُمثِّلُ الكرةَ القطريةَ، ولكن الشيء الرائعَ حقاً هو الشعورُ العامُّ بأنَّ مباراتِـهِ أمام الهلال ستكونُ لَـبِـنَةً لتدعيمِ أُسُسِ الأخوَّةِ التي تقومُ عليها علاقاتُ الشعوبِ والدولِ في بيتِنا الخليجيِّ الكبيرِ، فكانت الدعواتُ التي سادتْ وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ، كالتويتر، تطالبُ بحضورٍ جماهيريٍّ ضخمٍ، وتُرَحِّبُ بالشقيقِ السعوديِّ في وطنِـهِ قطر، وبين أهلِـهِ فيها، مما انعكسَ إيجاباً على الـمُغردين في مجلس التعاون فلَمَـسنا روحَ الأخوَّةِ والـمصيرِ الـمُشترَكِ في تغريداتِهم قبل وبعد الـمباراةِ.جمهورُنا الرياضيُّ، أثلجَ صدورَنا بحضورِهِ إلى الـملعبِ، وبوعيهِ الوطنيِّ الذي يُثبتُ أنَّ الأساسَ، الذي تستندُ إليه النهضةُ الشاملةُ في بلادِنا، أيْ الإنسانُ الـمواطنُ، متينٌ وصلبٌ وحيٌّ قادرٌ على العطاءِ والتجديدِ، وسيكونُ الفيصلَ في تحقيقِ رؤيتِنا الوطنيةِ لقطرَ 2030 م.نباركُ للسدِّ وإدارتِـهِ ولاعبيهِ وجماهيره، هذا الـمستوى الرفيعَ من الأداءِ الفنيِّ، وهذه القدرةَ الفَذَّةُ على استثمارِ الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ بلغةِ خطابٍ احترافيةٍ. ونباركُ للهلالِ فوزَهُ بشرفِ تمثيلِـنا، كعربٍ خليجيينَ، في الدوري الآسيوي. كلمةٌ أخيرةٌ:الفائزُ في الـمباراةِ هو الكرةُ الخليجيةُ، فلا يوجدُ خاسرٌ عندما يتنافسُ الأشقاءِ داخلِ جدرانِ البيتِ الذي يجمعهم.