16 سبتمبر 2025
تسجيلالجميع بلا استثناء بدرجة أو باخرى ذاق من الويلات والعذاب والظلم والقهر والعزلة. والأقسى من ذلك أن يرسل البعض إلى حتفهم أو يحرقوا أحياء أو يبادوا عن بكرة أبيهم بينما يتفرج البقية. هي معضلة تاريخية ما زالت تكرر واخرها في سوريا وليست الأخيرة. وفيها يتم انكار كل القتل والدمار والمجازر والقصف. ويتم التعامل معه وتبريره تحت الحجج المختلفة السياسية والجغرافية والدينية من الخوف من صراع بين المسلمين والمسيحيين، والمذهبية سنة وشيعة، والطائفية من علويين وأكراد وعرب، وتأجيج الصراع في المنطقة والنتيجة النهائية يتساوى فيها القاتل والمقتول.ورغم ان الحق ينتصر في النهاية الا انه قد يطول، ويكثر الضحايا والأبرياء وتسيل الدماء على قارعة الطريق قبل وصولهم. بين عامي 1940 و1945 أنشأ النازيون أكبر معسكرات الاعدام وأكثرها شهرة في بلدة أوشفيتشيم، القريبة من مدينة كراكوف البولندية. وأطلقوا على المعسكر اسم (أوشفيتز). وفيه قتل أكثر من مليون شخص، غالبيتهم العظمى من اليهود، إضافة لأعداد من البولنديين والغجر وسجناء الحرب الروس والمغضوب عليهم والضالين. وكانت القطارات التي تقل الضحايا تصل يومياً للمعسكر من مختلف الدول الأوروبية التي كانت واقعة تحت الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. وكان العالم في الغرب والشرق ينظر ويتفرج وكأن الأمر لا يعنيهم بتاتا، وكل ما تعلمه من عصر التنوير والثورة الفرنسية ضرب به بعرض الحائط، بل وأنكر البعض وجود المحرقة بل ودافع عن هتلر والنازية كما يدافع البعض عن بشار الأسد ونظام البعث العفن.قبل أيام شاركت شخصيات إسلامية في زيارة يقوم بها علماء دين من مختلف الجنسيات لمعسكر أوشفيتز وذلك في بادرة تضامن ديني تهدف إلى دحض ما يقوله من ينفون وقوع المحرقة النازية (الهولوكوست) على رأسهم الإيراني أحمدي نجاد، تضمنت الجولة في الموقع إقامة صلوات بالعربية والانجليزية والفرنسية ولغات أخرى. يقول ادوارد سعيد، لا يمْكن انكار العلاقة بين المحرقة والكارثة الفلسطينيّة: فتلك أدّت إلى هذه، والمطلوبُ الاعترافُ بالتجربتين معاً. اليوم المحارق (Holocausts) تزداد اشتعالا في العالم العربي والخوف ان تمتد من الخليج إلى المحيط وتحرق معها الأخضر واليابس وكل من يطالب بالحرية والعدالة والكرامة، ويقف معها بقية العالم على الجانب الاخر ينكر حتى وجود محرقة كما يفعل في سوريا.